غلّف الحزن والألم أمس منطقة جازان، وهي تشيّع ابنتها العشرينية فاطمة راجح، فيما بدا الغضب على أسرتها التي تتهم مستشفى جازان العام بالتسبب بخطأ طبي أدى إلى وفاتها دماغيا ثم رحيلها. وفيما صُلي على جنازتها في جامع الأميرة صيتة، ودفنت في مقبرة القعارية بمدينة جازان بحضور عدد كبير من الأهالي، جددت أسرتها الاتهام للمستشفى، موضحة أنها دخلته في نهاية فبراير الماضي، وهي تعاني من التهاب في الحلق، فتم إعطاؤها نسبة كبيرة من المحاليل لدرجة أثرت على الرئة، وتسببت في انخفاض الضغط، وأثرت على وظائف القلب، مما أدى إلى وفاتها دماغيا. في المقابل أصدرت الشؤون الصحية بجازان أمس بيانا أكدت فيه تشكيل لجنة استشارية لمعرفة ملابسات الحالة، وأخذ أقوال كل من تعامل معها من أطباء وممرضين ومراجعة ملف المريضة، مؤكدة أنها ستحول القضية للجنة الصحية الشرعية كونها جهة الاختصاص. وأوضحت أن المريضة "حضرت إلى المستشفى بالتهاب حاد في الحنجرة ومعدل السكري 400 مجم، وتم تشخيص حالتها بالإصابة ب"الحماض الكيتوني" سكري المنشأ بارتفاع معدل الأسيتون بالبول، وبإجراء تحليل غازات الدم اتضح ارتفاع في معدل حموضة الدم. وتم علاجها حسب بروتوكول العلاج المتبع للحالات المشابهة، بإعطائها المحاليل اللازمة والأنسولين وأملاح البوتاسيوم والمضادات الحيوية. انتهت أمس معاناة المواطنة فاطمة راجح بعد مواراة جثمانها بمقبرة القعارية بجازان، بعد أيام طويلة قضتها في حالة موت دماغي داخل مستشفى جازان العام. وفاطمة التي نشرت "الوطن" قصتها الشهر الماضي تحت عنوان "فاطمة.. ذهبت لعلاج التهاب الحلق فتوفيت دماغيا" وكانت المواطنة علية علي سالم والدة الفتاة العشرينية "فاطمة" قد اتهمت مستشفى جازان العام بالاستهتار والإهمال في التعامل مع حالة ابنتها التي تم إعطاؤها نسبة كبيرة من المحاليل لدرجة أثرت على الرئة وتسببت في انخفاض الضغط وأثرت على وظائف القلب، مما أدى إلى وفاتها دماغيا. وصلى جموع المشيعين صلاة الجنازة على الراحلة في جامع الأميرة صيتة، بمدينة جازان بحضور عدد كبير من الأهالي. وفي المقابل أوضحت المديرية العامة للشؤون الصحية بجازان أمس في بيان لها بشأن أنه تم تشكيل لجنة استشارية لمعرفة ملابسات الحالة وأنه بعد أخذ أقوال من تعامل مع الحالة من أطباء وتمريض، ومراجعة ملف المريضة كان رأي اللجنة أن المريضة العشرينية تعاني من مرض السكري (النوع الأول) منذ أكثر من عشرة أعوام وتتعاطى حقن الأنسولين للعلاج حضرت إلى طوارئ مستشفى جازان بتاريخ 18 /4 /1434 وتعاني من إسهال وقيء والتهاب حاد بالحنجرة وجفاف شديد مع عدم أخذ حقن الأنسولين لليومين الماضيين، وتم إجراء التحاليل اللازمة للمريضة والتي أوضحت وجود سكر و"اسيتون" بكميات مرتفعة في بول المريضة، وكان معدل السكر بالدم أكثر من 400 مجم، أما عدد كريات الدم البيضاء فكان 22 ألفا، مما يعكس التهابا حادا، والالتهابات الحادة عند مرضى السكري تكون إحدى مسببات "الحماض الكيتوني" سكري المنشأ والذي يعد من أخطر المضاعفات الحادة التي قد تصيب مرضى السكري. وقد تم تأكيد تشخيص "الحماض الكيتوني" سكري المنشأ بارتفاع معدل "الاسيتون" بالبول وبإجراء غازات الدم والتي أوضحت ارتفاعا في معدل حموضة الدم. وقد تم علاج المريضة حسب بروتوكول علاج حالات الحماض الكيتوني وذلك بإعطائها المحاليل اللازمة والأنسولين وأملاح البوتاسيوم والمضادات الحيوية. وبمراجعة ملف المريضة وملاحظات التمريض وأخذ أقوال ذوي العلاقة بعلاج الحالة وجد أن كمية السوائل التي أخذتها المريضة هي حسب الموصى به في علاج هذه الحالات. وقد تم تحويل المريضة العناية المركزة ووضعها على أجهزة التنفس الصناعي لمعاناتها من انخفاض نسبة الأكسجين بالدم وبتاريخ 21 /4 /1434، حدث للمريضة هبوط حاد بنسبة الأكسجين بالدم مع انخفاض ضغط الدم أعقبه توقف للجهاز القلبي الرئوي فتم إجراء الإنعاش القلبي الرئوي للمريضة وعاد النبض بعد خمسة عشر دقيقة، وظلت المريضة بقسم العناية المركزة في وضع غير مستقر، حتى وافتها المنية أمس، وسيتم إحالة القضية للجنة الصحية الشرعية كونها جهة الاختصاص للفصل في قضايا المطالبة بالحق الخاص.