فارقت فاطمة راجح «عشرينية العمر» اليوم الحياة بعد وفاتها دماغياً منذ أشهر بسبب إعطائها جرعة زائدة من المحاليل الطبية في مستشفى جازان العام، وصلي عليها عصر أمس في جامع صيتة بمدينة جازان. وأكدت المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة جازان في بيان صحافي أمس (حصلت «الحياة» على نسخة منه) أن المديرية شكلت لجنة للتحقيق في ملابسات قضية فاطمة، وأنه بعد أخذ أقوال من تعامل مع الحالة من أطباء وتمريض ومراجعة ملف المريضة كان رأي اللجنة أن فاطمة كانت تعاني من مرض السكر«النوع الأول» منذ أكثر من 10 أعوام وتأخذ حقن الأنسولين للعلاج، وحضرت إلى طوارئ مستشفى جازان في 18-4-1434ه، وكانت تعاني من إسهال وطراش والتهاب حاد في الحنجرة وجفاف شديد مع عدم أخذ حقن الأنسولين لليومين الماضيين، وتم إجراء التحاليل اللازمة للمريضة التي أوضحت وجود سكر وأسيتون بكميات مرتفعة في بول المريضة، وكان معدل السكر في الدم أكثر من 400 ملغم/دسل. وأضافت: «أما عدد كريات الدم البيضاء فكان 22 ألفاً، وهو ما يعكس التهاباً حاداً، إذ إن الالتهابات الحادة عند مرضى السكري هي أحد مسببات الحماض الكيتوني سكري المنشأ الذي هو من أخطر المضاعفات الحادة التي قد تصيب مرضى السكري، وقد تم تأكيد تشخيص الحماض الكيتوني سكري المنشأ بارتفاع معدل الأسيتون في البول، وبإجراء غازات الدم التي أوضحت ارتفاعاً في معدل حموضة الدم، وقد عولجت المريضة بحسب بروتوكول علاج حالت الحماض الكيتوني، بإعطائها المحاليل اللازمة والأنسولين وأملاح البوتاسيوم والمضادات الحيوية. وذكرت أنه بمراجعة ملف المريضة وملاحظات التمريض وأخذ أقوال ذوي العلاقة بعلاج الحالة وجد أن كمية السوائل التي أخذتها المريضة هي بحسب الموصى به في علاج مثل هذه الحالات، وقد حُولت المريضة إلى العناية المركزة ووضعها على أجهزة التنفس الاصطناعي لمعاناتها من انخفاض نسبة الأوكسجين في الدم وفي 21-4-1434ه حدث للمريضة هبوط حاد في نسبة الأوكسجين في الدم مع انخفاض ضغط الدم أعقبه توقف للجهاز القلبي الرئوي فتم إجراء الإنعاش القلبي الرئوي لها وعاد النبض بعد 15 دقيقة، وظلت في قسم العناية المركزة في وضع عير مستقر، حتى وافتها المنية هذا اليوم (أمس)، وستتم إحالة القضية للجنة الصحية الشرعية كونها جهة الاختصاص للفصل في قضايا المطالبة بالحق الخاص.