أثمر التركيز العالي الذي كان عليه لاعبو المنتخب السعودي خلال مباراة إندونيسيا (1/2)، عن فرضهم سيطرتهم طوال شوطي المباراة، فوضعوا منافسهم تحت الضغط حتى وهم يعيشون مرحلتين، الأولى مع تأخرهم مع الدقيقة الخامسة بتقدم منتخب إندونيسيا، أو من بعد الدقيقة ال65 التي تقدموا فيها بهدف ثان، ساعدتهم في ذلك أيضا الأدوار المريحة وغير المعقدة من قبل المدرب لوبيز، الذي راهن كثيرا على الكرات العرضية من خلال استعانته بأفضل من يجيد التعامل معها - الكرات الرأسية - من المهاجمين السعوديين يوسف السالم ونايف هزازي، وبالفعل حدث ما خطط له حينما تم هز شباك الإندونيسيين من رأسيتي السالم في مناسبتين جلبتا للمنتخب 3 نقاط ستكون لها عدة أمور إيجابية يحتاجها "الأخضر" للمرحلة المقبلة. التحضير المثالي إصرار المدرب لوبيز على تأجيل جولة من دوري زين وضحت فوائدها من خلال تحضيره المثالي لهذه المباراة بداية من مرحلة الاسترجاع التي كان عليها لاعبو المنتخب في معسكر ماليزيا إلى مرحلة حفظ الواجبات التكتيكية من خلال مباراة ماليزيا الودية، إلى المرحلة النهائية في جاكرتا. هذه المحطات وبتحضيرها ظهر من خلالها لاعبو المنتخب أكثر تركيزا وانضباطا، وكانت المحصلة النهائية التفوق على منتخب إندونيسيا في أغلب مراحل المباراة، والتفوق في حوافز الفوز التي ظهرت ميدانيا، وتمكنوا من تسجيل هدفين كانا قابلين للزيادة مع مجريات الشوط الثاني تحديدا. في الوسط ممنوع المرور نفذ خماسي وسط المنتخب كريري والجاسم والعابد والشهري والمولد التعليمات الفنية كما يجب من خلال الأدوار المزدوجة دفاعا وهجوما، وساهم هذا في تعطيل أية هجمة لمنافسه الذي ارتبك لاعبوه كثيرا من الضغط القوي في وسط الملعب من هذا الخماسي، ما جعل الخطورة تبتعد كثيرا عن مرمى وليد عبدالله، وأن يظل مهاجم إندونيسيا سوسا في معزل عن بقيه زملائه. وأدى هذا التفوق أيضا لتخفيف الضغط على مدافعي المنتخب السعودي. وقد تكون من الأمور الإيجابية في الضغط القوي في وسط الملعب بأن تتحول بعض الكرات المقطوعة إلى هجمات مرتدة خطرة على مرمى إندونيسيا نتيجة السرعة والمهارة التي يتفوق فيها المولد والعابد على سبيل المثال. هدف "الغفوة" لم يبعثر التركيز الهدف الباكر الذي سجله منتخب إندونيسيا مع مرور الدقيقة ال5 لم يأت بثماره بالنسبة للمضيف في هذه المباراة المهمة للجانبين السعودي والإندونيسي نتيجة التركيز المثالي وانضباطية الأداء، والثقة في النفس وفي المجموعة، وهو ما أدى سريعا إلى تعديل النتيجة بعد مرور 10 دقائق من هدف إندونيسيا، فلا جمهور أثر ولا أرض مبللة أثرت، بفضل ما ذكرناه عن وضعية لاعبي المنتخب المثالية جيدا من خلال تحضيرهم الذهني والنفسي ما رجح كفتهم كثيرا. الخطورة من حرية الشهري حرية استلام الكرة التي كان عليها يحيى الشهري في المنطقة ما بين محوري ارتكاز إندونيسيا وقلبي الدفاع جعلته يمول أطراف المنتخب بعدد من الكرات الخطرة، إضافة لبحثه عن أفضل الحلول في تمريرات كرات في عمق دفاع إندونيسيا لم يكتب لها النجاح بسبب الأرضية المبللة، إضافة للكثافة العددية ضد المهاجم الوحيد يوسف السالم. هذه الحرية للشهري ساهمت في تفاعل زملائه على أطراف الملعب وكانت محصلتها عرضيتين من سلطان البيشي ترجمهما السالم بكل إتقان داخل شباك إندونيسيا. كريري والأدوار الخفية في تفاصيل الأدوار التكتيكية التي أدى فيها لاعبو المنتخب أدوراهم خلال شوطي مباراة إندونيسيا يعد الدور الخفي والمهم جدا لصمام أمان عمق وسط المنتخب سعود كريري، أكثر الأدوار فاعلية لحفظ التوازن للمنتخب، فهو يقوم بدور إغلاق المساحات التي يتركز فيها زملاؤه الرباعي العابد والمولد والشهري وتيسير، وكذلك دوره المميز في الوقوف والتصدي لأي خطر يقترب من قلبي الدفاع الموسى وهوساوي، أدوار كريري المهمة كان نتاجها بطاقة صفراء كادت أن تتحول لحمراء مع الدقائق الأخيرة.