أثبتت "بشرى" ابنة ال18 ربيعا أن الإعاقة إعاقة فكر لا إعاقة جسد وأن العزيمة لديها لا تقبل الهزيمة فهي صماء بكماء، ومع ذلك تفوقت على قريناتها فحققت المركز الأول على مستوى المملكة في التفوق العلمي والإبداع وحصلت وبكل جداره على جائزة الشيخ محمد بن سلطان للتفوق العلمي والإبداع في التربية الخاصة، ولكن تبقى أمامها عقبة قبولها بالجامعة هي التي تقف في وجه أحلامها وهو ما دفع والدها لعرض التنازل عن وظيفته لمرافقة ابنته في أي مدينة تتاح لها فيها فرصة التعليم الجامعي. بشرى.. قصة كفاح وتحد تعيشها أسرة عبدالله صالح آل عباس الأب الذي يعول 14 ابنا وابنة من بينهم أربع حالات إعاقة هي واحدة منها، فهي تعاني من إعاقة في السمع والكلام. "الوطن" زارت الطالبة بشرى آل عباس بحي الحضن والتقتها ووالدتها وإخوتها الذين يتخاطبون معها بلغة الإشارة ليوصلوا لنا ما يدور بفكرها. بداية قالت بشرى: إنها ولدت لا تسمع ولا تتكلم ومع ذلك أبت إلا أن تعيش حالها كحال غيرها فبدأت تتكيف مع المجتمع المحيط بها شيئا فشيئا حتى تقبلت الأمر. تابعت: أحمد الله دائما فإيماني بالله قوي وهو القوة الخفية التي أخرجتني مما أنا فيه. وعن أحلامها المستقبلية بعد انتهاء المرحلة الثانوية، قالت زادت لدي الرغبة الجامحة في دخول الجامعة وما زال ينتابني هاجس الرفض من قبلهم بسبب وضعي الصحي، ومع ذلك سأسعى للالتحاق بالجامعة. أما والدة بشرى فقالت إن ابنتها منذ صغرها تمتاز بذكاء كبير و لا يحتاج أحد ممن حولها لوقت كثير لاكتشاف ذلك الذكاء. وأضاف والدها عبدالله صالح آل عباس وهو مدير مدرسة ومسؤول عن جمعية الصم والبكم بنجران، أن أكبر عقبة تواجهنا الآن عقب تخرج ابنتنا من المرحلة الثانوية وبامتياز هي قبولها بالجامعة، و أنا مستعد للتخلي عن وظيفتي والذهاب مع ابنتي في أي مدينة أخرى في سبيل مواصلة تعليمها الجامعي. وناشد مسؤولي التعليم بفتح أقسام خاصة بالجامعات لذوي الاحتياجات الخاصة ليتسنى لهم مواصلة تعليمهم الجامعي. ومن جهتها، قالت معلمة التربية الخاصة بمدرسة الثانوية الأولى يسرى آل جعفر: إن الطالبة بشرى تمتلك مواهب لا يمتلكها الأسوياء وتمتلك ذكاء يجعلها تتفوق على قريناتها وطموحا يقودها للأمام وتتميز بسرعة الفهم.