في ليالي الطائف، وعلى غرار ليالي القاهرة وخان الخليلي ومقهى الفيشاوي بمصر، تتحول المنطقة الصناعية التي تعج في النهار بروائح المواد البترولية إلى جلسات شبابية على أرصفة الشارع الرئيس للمنطقة الصناعية الذي لا يقع على ناصيته سوى ورش إصلاح السيارات وبعض المقاهي الصغيرة التي يفرد العاملون فيها الكراسي البلاستيكية البيضاء على امتداد الشارع منذ غروب الشمس وإغلاق الورش لأبوابها استعدادا لاستقبال شريحة أخرى من الباحثين عن إصلاح المزاج. وهكذا تتحول ليلا المنطقة الصناعية بالطائف والمليئة بالورش ذات الصخب الشديد وكثرة العمال وزحام السيارات ذات الوزن الثقيل وعوادم السيارات، إلى أماكن سهر، حيث يجلس كثير من مرتادي مقاهي الصناعية على الأرصفة، ومحلات حولت إلى مقاه ليلية تقدم الأرجيلة والمعسلات بأنواعها وقيام عمالة تلك المقاهي بتوفير جميع وسائل الراحة لجذب أكبر قدر ممكن من الزبائن على مختلف الأعمار والجنسيات. يقول صبري النجار: "بعد عناء عمل يوم كامل أجلس مع بعض الزملاء والأصحاب لنتناول القهوة والشاي الكشري المصري والنرجيلة، حيث يتذكر ليالي القاهرة ويستمتع بوقت جميل في الهواء الطلق وممارسة لعبة الطاولة والكوتشينة وأنه يتسلى مع بقية زملائه بعد انتهاء العمل". وانتقد خالد سلمان وجود عدد هائل من تلك المقاهي المسائية، مشيرا إلى أن ذلك أعطى فرصة للشباب وفئة المراهقين للتردد عليها، وهذا يؤثر سلبا باختلاطهم وتأثرهم بسلوكيات العمالة واكتساب سلوكيات سلبية. "الوطن" رصدت عمالة مخالفة من جنسيات عربية وآسيوية وافتقار معظم المقاهي لوسائل السلامة ووجودها بالقرب من محلات النجارة والخشب واللحام مما تتسبب في نشوب حرائق في المحلات المجاورة لتك المقاهي. من جهته، قال المتحدث الرسمي لأمانة الطائف إسماعيل إبراهيم، بأن الأمانة لا تسمح بالترخيص للمقاهي التي تقدم الشيشة والمعسل إلا خارج النطاق العمراني أو بعيدة عن التجمعات السكانية، وأن استخدام الأرصفة من قبل تلك المقاهي لجلوس الزبائن تعتبر مخالفة صريحة لنظام رخص المحلات والمقاهي.