بين ما اعتادوا عليه من تقديم خدماتهم خلال النهار في غير رمضان، وبين سعيهم لإرضاء زبائنهم الذين تكتظ بهم الورش ليلا في الشهر الفضيل، فقد اضطروا إلى زيادة ساعات العمل، ولو على حساب راحتهم، هذا هو حال العاملين في ورش السيارات، خاصة الميكانيكيين، فلم يغلقوا محلاتهم نهارا، وواصلو العمل ليلا. وفي جولة ل "الوطن" في المنطقة الصناعية في أبها اتضح أن ورش السيارات تواصل عملها خلال النهار وسط قلة إلى حد ما في أعداد الزبائن، إلا أن فترة ما بعد التراويح إلى ما قبل الفجر تشهد كثافة في أعداد الزبائن، وسط حركة متبادلة ما بين الورش ومحلات بيع قطع الغيار، إذ يعد ارتباطهما وثيقا. ناصرعلي "يمني" يقول: أعمل في محل خاص بميزان السيارات، الخاص بوزن الأذرعة والمقصات، ومن خلال جهاز إلكتروني خاص بذلك، وأكد أنه يفتح ورشته من بعد صلاة الظهر إلى الساعة الثانية فجرا، ويزداد أعداد الزبائن خلال فترة الليل، في حين أنه تكيّف مع ذلك الوضع برفقة عامل من الجنسية الهندية يقوم بمساعدته. وأضاف ناصر: أن الصيام في أجواء أبها مشجع للعمل، فلا شعور بالعطش أوالجوع، واعتاد عدد من عمال الورش في المنطقة الصناعية على تأدية أعمالهم بقدرة واقتدار، وكان الشهر الفضيل بحق شهر حيوية ونشاط، ومصدر كسب جيد. وفي موقع آخر يشير العامل "عبدالمتين" ميكانيكي سيارات أن شهر رمضان لم يؤثر على سير العمل في الورشة التي يعمل بها، بل على العكس، فبعد أن كان العمل قبل رمضان مقتصرا على فترة النهار فقط، فقد امتد العمل في الشهر الفضيل على مدى النهار والليل، إذ يتم فتح الورشة خلال الساعة العاشرة صباحا، وتغلق عند الخامسة عصرا، وتعاود عملها من بعد صلاة التراويح إلى ما قبل الفجر، وبذلك ازدادت ساعات العمل، وسط إقبال جيد من الزبائن، لاسيما وأن رمضان تزامن مع إجازة الدراسة. ويضيف عبدالمتين، الكثير من الزبائن يأتون إلى الورشة بهدف إجراء تشييك كامل على المركبة، وذلك على اعتبار أن أغلبهم مسافرون، وبالتالي يفضلون الاطمئنان على سياراتهم وتفقد أجزائها. ويرى مبارك الشهراني "أحد زبائن الورش" أن الشهر الفضيل يظل شهر خير وبركة، ومبعث للإنتاج والكسب الجيد في ليله ونهاره، ويدحض كل من يحاول تحويله إلى شهر سبات وانقطاع عن العمل، على اعتبار أن الكسب الحلال والعمل الشريف عبادة.