أثار تأخير صرف المخصصات المالية لشهر ربيع الأول الجاري، والتي صرفت مؤخراً للطلاب المبتعثين في الولاياتالمتحدة الأميركية، ضجة في مواقع التواصل الاجتماعي. وأوضحت المبتعثة بمدينة سان أنتونيو بولاية تكساس، نوف العبد الله، أنها ليست المرة الأولى التي يواجه فيها المبتعثون تأخير الصرف.. تقول "مع بداية كل فصل دراسي يواجه المبتعثون تأخر الملحقيات الثقافية في صرف المكافآت، في الوقت الذي ينتظرها فيه الطلبة بفارغ الصبر، إلا أن ما يثير الطلاب هو عدم معرفتهم بالسبب الحقيقي لذلك". وتضيف العبدالله " وقعنا في حالة من التوتر، كون الأمر يمس أولويات الحياة"، مشيرة إلى أن المخصصات المالية كانت تصرف بالاعتماد على التاريخ الميلادي، ثم تحولت إلى الهجري". إلى ذلك، أنشأ الطلاب "هاشتاق" بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تحت عنوان "تأخر مكافآت مبتعثي أميركا"، كتب فيه الطلاب عن معاناتهم بسبب تأخير الرواتب الذي ينعكس على توفير الطعام، وتدبير أمورهم المعيشية، وتناولها الطلاب بأسلوبهم الخاص، رغبة منهم بإيصال معاناتهم بشكل فكاهي، فيما اختار البعض التعبير عنها بأسلوب "الواقع المر"، الذي لم يخل من المبالغات في بعض الأحيان. من جهته قال الطالب حاتم خيمي "بدلا من أن ينشغل الطلاب بدراستهم، أصبحوا مضطرين للانشغال بسبل معيشتهم، لأن تأخير الرواتب يترتب عليه مسؤوليات معيشية أخرى تتضمن الإيجار، والفواتير، وحضانات أطفال وغيرها، وعليه يتم تأجيل دفعها إلى حين صدور المخصصات، كما يؤثر ذلك على سمعة المبتعث السعودي، وقد يوصف ب"اللا مبال وغير المنضبط" ، من وجهة نظر بعض الأشخاص في بلد يحترم المواعيد ويقدر الانضباط". إلى ذلك، أوضحت مجموعة من الطلبة الدارسين بمدينة سيدار سيتي بولاية يوتاو، معاناتهم من التوزيع العشوائي للطلاب في المعهد المخصص للغة في المدينة، إذ تتكدس مجموعات من الطلاب السعوديين في الفصل الواحد، وهو ما يسبب صعوبة تعلمهم اللغة بسرعة، لعدم تواجد الأجانب إلا في المستوى الأخير من الدراسة، والذي يضم طالبين أو ثلاثة من جنسيات أخرى. ويقول أحد الطلاب في حديث ل"الوطن": "الطريف في الأمر أن المدينة تعتبر قرية ريفية صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها نحو 15 ألفا، مع القرى المجاورة، في الوقت الذي يصل فيه عدد السعوديين في المدينة إلى أكثر من 350 طالبا، وهو ما جعل أغلب السكان يتحدثون العربية - بحسب قوله - خصوصاً أصحاب المحلات والمطاعم". ويضيف الطالب " المحزن في الأمر أن المدرسين بالمعهد لا يحملون شهادات عليا في التدريس إلا قلة منهم، مما أثر سلباً على تطورنا في اللغة، وتأخيرنا في التحصيل الدراسي". وفي مبادرة لحل هذه الإشكالية توجهت الملحقية لزيادة عدد المستويات الدراسية بالمعهد، وهو ما وصفه الطلاب بأنه محاولة غير مجدية، موضحين أن المشكلة ليست في المستويات، بل في أعضاء هيئة التدريس في المعهد نفسه، والذين بقوا على ما هم عليه، وترتب على ذلك إشكاليات أخرى كتأخر الطلاب في الدراسة، وهو ما أثر على المدة المتاحة لهم لإنهاء مرحلة اللغة. ويعاني عدد من الطلاب من حالة إحباط، لأن دراستهم التي قضوا فيها أعواماً ذهبت أدراج الرياح، خصوصاً طلاب الهندسة، بسبب إغلاق الملحقية تخصص الهندسة بالجامعة لعدم اعتراف التعليم العالي به. وفسر الطلاب ذلك بعدم وجود أي تنسيق بين الملحقية ووزارة التعليم العالي، وقال أحد الطلاب: الغريب في الأمر أنه مازال هناك بعض الطلاب الجدد الذين يلتحقون بالمعهد في سيدار سيتي بموافقة من التعليم العالي، علما بأن الملحقية لا تعترف به، مما يسبب نوعا من الارتباك للطلاب الجدد.