بين مضايقة الشاحنات، وشح الخدمات، تتأرجح معاناة سكان حي "الصفوة" شرق الرياض. فكثافة "الشاحنات" التي تمكث فترات طويلة في شارع "سبأ" الذي يمتد من طريق خريص وينتهي بشارع سعد بن عبدالرحمن، أو داخل الأحياء السكنية، جاءت كأهم شكاوى ساكني تلك المنطقة الذين أجمعوا كذلك على وجود نقص كبير في الخدمات في حيهم يشمل عدم وجود مدارس حكومية ومراكز صحية، مما يضطرهم إلى تسجيل أبنائهم في مدارس أهلية، نظراً لعدم قدرة مدارس النسيم على استيعابهم. المواطن قاسم الخمشي أحد سكان الحي يقول إنه منذ إنشاء الخط السريع بمخرج 18 بات الحي يعاني من كثافة الشاحنات التي تبقى داخل الأحياء باستمرار من السبت وحتى الأربعاء في ظل غياب التنظيم من قبل المرور، مضيفاً أن الجميع يعلم بوجود تعميم من أمير منطقة الرياض بعدم دخول "التريلات" وسط المدينة إلا بعد الساعة الحادية عشرة ليلاً، ولكن ما يلاحظ حالياً أن الشاحنات تدخل الأحياء من العاشرة صباحاً، وقال إنهم يعانون من المشكلة بشكل دائم وتحديداً في شارع سبأ الذي تتوقف بجانبه كأنه مخصص لوقوفها. تجاهل النظام ويتفق سعيد القحطاني مع الخمشي، ويضيف أنه لو عاد إلى بيته بعد العاشرة مساءً عن طريق مخرج 18 أو عن طريق خريص فلن يتمكن من الوصول، إلا بشق الأنفس بسبب الزحام الشديد، مشيراً إلى أن تعليمات أمير المنطقة واضحة بعدم دخول الشاحنات قبل الحادية عشرة مساءً. فيما يقول سحمان السبيعي إنه في بعض الأحيان يغلق الشارع كاملاً بعد الساعة التاسعة ليلاً من بدايته عند طريق خريص على طول ثلاثة كيلومترات، ويتساءل "هل الخط مخصص ل" التريلات" أم لخدمة المواطنين؟!، موضحاً أن وجود المرور بشارع سبأ حلٌ موقت فقط وليس جذرياً للمشكلة. وطالب السبيعي بوضع مراكز ثابتة للمرور عند مدخل الرياض من جهة الجنوب لمنع التريلات من دخول المدينة قبل الوقت المسموح به حتى لا تزحم الحواري بالانتظار وتشكل مخاطر على سكان الحي. انعدام المرافق ويشكو الخمشي ثانية من عدم وجود مدارس مما اضطره لتسجيل أبنائه في مدارس بعيدة، واستأجر سائقاً لتوصيلهم، وقال إن أقرب مدرسة تعليم عام تبعد عن البيت نحو 4 كيلومترات، مشيراً إلى أن حي الصفوة الذي يحده من الشمال طريق خريص ومن الجنوب شارع سعد بن عبدالرحمن لا توجد به مدارس، علماً أن هناك كثافة سكانية ووحدات سكنية معمورة تبلغ نحو 1000 وحدة، كما أن الحي لا يوجد به أي مركز صحي وأنهم يعتمدون في خدمات الحي المجاور وهو حي النسيم الذي توجد به كثافة سكانية عالية. ويضيف سعيد القحطاني أن عدم وجود مدارس ومراكز صحية في الحي اضطره إلى أن يسجل أبناءه في مدارس إسكان الحرس الوطني بعد اعتذار مدارس النسيم الشرقي عن قبولهم لعدم وجود شواغر، ويتساءل "هل هذا الحي يعتبر من أحياء الرياض!". شوارع بلا أسماء ويواصل الخمشي حديثه عن شح الخدمات بالحي ويؤكد هذه المرة عدم تسمية شوارعه رغم أنه أبلغ أمانة الرياض بهذه الملاحظة ولم يجد منها أي تجاوب حتى اليوم، مضيفاً أن تسمية الشوارع الفرعية مهمة وتساعد في توصيف العنوان لأي طارئ أو زائر أو لدواع أخرى، مشيراً إلى أن البيوت غير مرقمة ولا توجد أسماء للشوارع ما يجعل توصيفها والوصول إليها صعباً للغاية، وتابع "سكان الحي تقدموا بطلب .. وكان الرد عليهم بإيجيكم خبر .. ولم يصل الخبر حتى تاريخه. ويصف الخمشي حالة النظافة في الحي بالسيئة جداً وأن الشوارع متسخة تتراكم فيها النفايات بشكل كبير، مضيفاً أن البلدية تجمع النفايات كل يوم أو يومين، فيما قامت شركة سفلتة بإنجاز الطبقة الأولى وتركت بقية الطبقات، فيما ينتشر الغبار بشكل كثيف نتيجة مرور الشاحنات وعدم وجود عمال نظافة وسيارات تنظيف مما يسبب مشاكل صحية دائمة لسكان الحي، مطالباً بسفلتة كاملة للحي. في المقابل، اتصلت "الوطن" بالمتحدث الرسمي لأمانة منطقة الرياض المهندس محمد الضبعان للرد على شكاوى مواطني حي الصفوة إلا أنه لم يرد على اتصالات الصحيفة المتكررة.