كشف البروفيسور علي بن صحفان الزهراني -أستاذ دكتور واستشاري نفسي بكلية الطب بجامعة الطائف- أن الاحتراق النفسي وما يصاحبه من قلق وتوتر نفسي يصاب به أغلب الطلاب وبالذات طلاب الطب في شتى أنحاء العالم والبعض يطلق عليه "متلازمة الاحتراق النفسي بين طلاب كليات الطب". وقال: إن هذه الدراسة أُجريت على نسبة من الطلاب في تخصص الطب والجراحة، وكان الهدف منها التعرف على الاحتراق النفسي في أوساط الطلاب، باعتبار أن هناك طلبة "متفوقين" ولكنهم فجأة ينسحبون ويتوقفون عن الدراسة لأسباب يراها الإنسان العادي على أنها "عين وحسد"، لكنها في الحقيقة ناتجة عن الاحتراق النفسي. وأضاف أنه تم في هذه الدراسة الاستقصاء عبر الإنترنت، حيث شملت الدراسة حوالي 331 من طلاب الطب، وتم استخدام بعض الاستبيانات التي تستقصي الإرهاق العاطفي وتبدد الشخصية والإنجاز الشخصي، حيث تتراوح أعمار الطلبة المشاركين بين 20- 22 عام ونسبتهم حوالي 66 %. وكشف أن هناك علاقة "طردية" بين العمر والاحتراق النفسي، بمعنى كلما زاد عمر الطالب/الطالبة زاد احتراقه النفسي، وبالتالي قل عطاؤه وتحصيله الدراسي، وأيضاً وجدت الدراسة أن الطالبات هن أكثر احتراقاً نفسياً من الطلاب 42.7 % مقارنة بالذكور 39.8 %. وزاد أن حالات الاحتراق النفسي تزداد كلما انتقل الطلاب من السنوات الأساسية إلى الإكلينيكية -أي عندما ينهون السنوات الثلاث الأولى من دراسة الطب-، وهي السنوات التي عادة لا يواجه فيها طالب الطب المصاعب، وأن الضغط النفسي والتوتر والاحتراق يبدأ من بعد العام الرابع، والذي يبدأ فيه الطالب بالمواد الصعبة كالجراحة والباطنة وغيرها. وضمنت هذه الدراسة توصيات تدور حول ضرورة الاهتمام بالطلاب إرشادياً من السنة الأولى ثم متابعتهم فصلياً، والتركيز بالذات عند انتقالهم للسنوات رابعة فما فوق، وطالبت الدراسة بأهمية التركيز على الأنشطة اللاصفية من رياضية ومسرحية ورحلات؛ لأنها تخلق جوا من الراحة والحميمية بين الطالب وأعضاء هيئة التدريس. الاحتراق النفسي يزداد عند الانتقال من السنوات الأساسية إلى الإكلينيكية