تختلف المرأة العاملة عن ربة المنزل في عنصر "الوقت"، ففي الوقت الذي تجد فيه ربة المنزل متسعا من الوقت لتنظيف المنزل، والاهتمام بدقائق التفاصيل المتعلقة بمنزلها، يذهب جل وقت المرأة العاملة في العمل، وعند عودتها للمنزل تقوم بعمل الضرورات كالطبخ، أو الاهتمام بزوجها، والمذاكرة للأبناء، أو التحضير لليوم العملي المقبل، فيما تقضي يومي الأربعاء والخميس في الخروج للنزهة الأسبوعية، أو زيارة الأهل والأقارب، ولا يتبقى سوى يوم الجمعة الذي ترفع فيه معظم الموظفات، خاصة من ليس لديهن خادمات منزليات، شعار "يوم النظافة العالمي" استعدادا للأسبوع العملي الشاق. تقول رنا عبد العزيز، وهي معلمة، "بالفعل يوم الجمعة هو اليوم الوحيد الذي أستطيع فيه القيام بعمل تنظيف شامل للمنزل، إذ لا يوجد لدي وقت طيلة أيام الأسبوع سوى للقيام بالأمور الضرورية اليومية، أما التنظيف وغسيل الملابس وكيها فأقوم بتأجيلها ليوم الجمعة، وأعرف أن الكثير من صديقاتي يفعلن ذلك حتى إنهن لا يتحدثن هاتفيا في ذلك اليوم أبدا، وحين نتراسل عبر الهواتف المحمولة نتداول مع بعضنا تسمية يوم الجمعة يوم النظافة العالمي". واعتبرت فرح الشهري، وهي ممرضة، أن "ربة المنزل محظوظة كثيرا، خاصة إذا كانت منظمة لوقتها، فهي تستطيع توزيع أعمال منزلها على أيام الأسبوع كاملا، ويتبقى لها وقت لممارسة هواياتها، أو الاعتناء بنفسها". وأضافت أن دوامها اليومي بمركز صحي ينتهي في الرابعة عصرا، ولديها عاملة منزلية متفرغة للاهتمام بطفليها الصغيرين، إذ إنها استقدمتها كمربية فقط، لذلك تضطر للقيام بأعمال المنزل بنفسها، ولا يكون تنظيف المنزل بالكامل سوى يوم الجمعة وأحيانا يوم الخميس إن لم يكن فيه مناسبة أو خروج من المنزل. دانية القحطاني تعمل في مجال التدريب عن بعد تقول "على الرغم من أن عملي منزلي، ومن خلال الإنترنت فقط، وعن بعد من خلال التواصل مع المراكز التدريبية، إلا أنني ملتزمة بعقود عمل تجبرني على القيام بدورات تدريبية دورية عبر القاعات الصوتية النسائية في المنتديات الإلكترونية، وبعض مواقع تطوير الذات، لذلك أجد نفسي مجهدة دوما من الإعداد لتلك الدورات وتجهيزها، أو التواصل مع الجهات ذات العلاقة بعملي لأجل التدريب". وأضافت "عملي عن بعد لا يختلف عن العاملة التي تخرج من المنزل، لذلك لا أتفرغ إلا يوم الجمعة لتنظيف منزلي، والاهتمام بتفاصيله كتغيير الديكور، أما بقية أيام الأسبوع فهي لعملي وللاهتمام بزوجي وأبنائي فقط، وأخصص يومي الأربعاء والخميس لزيارة أقاربنا، أو الخروج بأطفالنا للتنزه واللعب أو العشاء خارج المنزل". ومن جانبها أكدت مساعدة مدير الإعلام التربوي بإدارة التربية والتعليم بعسير منى الكودري ل"الوطن" أن المرأة السعودية أصبح لديها وعي أكثر من قبل، فالغالبية من الموظفات السعوديات أصبحت يدركن كيفية تنظيم الوقت، والموازنة بين المهم والأهم. وأضافت أن "نجاح الموظفات في الموازنة بين متطلبات الوظيفة والمنزل جعل لدى الكثير منهن القدرة على إضافة المشاركات المجتمعية، أو الذهاب إلى النوادي إن احتجن إليها، فالمسألة تتطلب شيئا من الوعي والتنظيم".