أثارت آبار مكشوفة في متنزهات برية بمركز قبة شرق منطقة القصيم مخاوف العديد من المتنزهين من الأسر وزوّار المركز بسبب افتقارها لأي سياجات حديدية تحيط بها أو لوحات إرشادية تحذر من الاقتراب منها لخطورتها، داعين الجهات المعنية لضرورة الاهتمام بتلك الآبار وتجنب الأخطار المترتبة عليها. وأكد عدد من الأهالي أن الأماكن التي تتواجد بها الآبار أماكن متنزهات برية يقصدها أهالي المركز وكذلك عشاق البر ممن يأتون من خارج المركز بقصد التنزه، خصوصاً في مثل هذه الأيام مع بداية دخول فصل الشتاء، مطالبين بضرورة وضع سياجات تحمي الأطفال من خطر تلك الآبار، وكذلك المارة بسياراتهم، خصوصاً أن عدداً من الطرق الصحراوية تمر بجوارها. "الوطن" وقفت ميدانياً على موقع الآبار ورصدت بعدستها عدداً من الآبار المكشوفة، واستمعت إلى مطالبات عدد من المواطنين، إذ قال خالد الحمود من سكان مركز قبة إن هذه الآبار وتحديداً في البريكة التي تعد إحدى أشهر المتنزهات البرية كانت مصدرا من مصادر المياه التي قام بحفرها أبناء البادية قبل أكثر من سبعة عقود، وذلك لسقيا أبناء قبيلتهم التي كانت تقطن بالقرب من هذه الآبار، وكذلك الإبل والغنم لشح المياه وندرتها آنذاك، إلا أن أبناء البادية في القرى والهجر استغنوا عنها بعد توفر شبكات المياه من قبل الدولة وإيصالها لمنازل المواطنين بطرق حديثة، ولكن هذه الآبار بقيت مكشوفة بطريقة تثير المخاوف. ودعا الحمود الجهات المعنية إلى ضرورة وضع سياجات حديدية ولوحات إرشادية تحذر من الاقتراب من تلك الآبار، مبيناً أن البريكة تتحول في كل عام مقصدا للتخييم من قبل المتنزهين. واتفق المواطن عبدالرحمن التويجري، من سكان مركز الطرفية الشرقيةبالقصيم وأحد عشاق الرحلات البرية، مع ما ذكره الحمود، وزاد أنه يحرص كل عام عند دخول فصل الشتاء وهطول الأمطار على إقامة مخيم لأسرته في البريكة. وأضاف أنه رغم جمال الموقع، إلا أن ما يعكر صفو المتنزهين خصوصاً الذين ترافقهم أسرهم وجود مثل هذه الآبار المكشوفة التي تشكل خطراً على الأطفال. وطالب التويجري هو الآخر الجهات المعنية بضرورة إيجاد حلول لهذه الآبار بوضع لوحات تحذيرية تبين أن هناك آبارا خطرة يمنع الاقتراب منها، إضافة إلى تسويرها بسياج حديدي على قدر محيطها الخارجي. في المقابل، قال رئيس المجلس البلدي بمركز قبة، سعود الفرم، إنه لا يختلف اثنان على خطورة مثل هذه الآبار إذا كانت بهذه الطريق الخطرة، مؤكداً أن المجلس سيناقش مثل هذه المواضيع الجديرة بالاهتمام وسيم التواصل مع الجهة المعنية بالأمر لإيجاد حلول جذرية وسريعة تحد من خطورة مثل هذه الآبار باعتبارها في مكان تنزه. من جانبه، أوضح الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة القصيم المقدم إبراهيم أبالخيل أن الآبار تشترك فيها عدة جهات حكومية، وأن دور الدفاع المدني تجاه الآبار المهجورة ينحصر أثناء تلقي البلاغ لإعداد التقارير اللازمة عنها وعرضها على لجنة من الجهات ذات العلاقة لاتخاذ الإجراء المناسب وفقاً لعدد من الآليات. وأشار أبالخيل إلى أنه في حال كانت هذه الآبار معروفة لأصحابها يتم إلزامهم بإزالة الخطر حالاً، أما إذا كان غير معروفة وتقع داخل النطاق العمراني فتتم مخاطبة البلدية لإزالة خطورتها، فيما تكون الآبار خارج النطاق العمراني من مسؤولية فرع وزارة الزراعة، وفي حال كانت الآبار خاصة بالآثار فتتم مخاطبة الهيئة العامة للسياحة والآثار، فهي المعنية بذلك، مؤكداً أنه في جميع الأحوال تتم إزالة الخطر ومنع الاقتراب منها.