تشكل الآبار في منطقة الباحة خطورة كبيرة على الأهالي وتنذر بوقوع مآس وحوادث مميتة، ما لم يتم تدارك الموقف ومعالجته وفقا للضوابط المحددة في هذا الشأن، وذلك بضرورة إلزام أصحاب الآبار بتغطيتها وإحاطتها بسياج حديدي محكم من مختلف الجهات خشية حدوث مالا تحمد عقباه. وحذر عدد من أهالي منطقة الباحة من إشكالية تلك الآبار في العديد من أودية المنطقة، بعد أن هجرها أهلها منذ سنوات وغطتها الحشائش والأشجار، إذ يصعب تحديد ذلك الموقع وما إذا كان بئرا أو خلافه، فيما فقد الكثير من أصحاب الماشية عددا من أغنامهم بعد سقوطها في تلك الآبار. أشجار كثيفة ويشير سعد عبد الله وأحمد عثمان وخلف عطية أن الخوف يكمن في زيارة المصطافين لتلك الأودية خلال موسم الصيف، حيث يفضل البعض التنزه وممارسة هواية الصيد وقد يخدع أحدهم بكثافة الأشجار حول البئر، فيسقط بداخلها لكون الملامح مبهمة وغير معروفة. وبين أولئك أنه منذ أن ترك أغلب الأهالي الزراعة منذ ما يزيد على ربع قرن تقريبا بسبب قلة الأمطار ونضوب الآبار وجفافها، إضافة لتطور الحياة المعيشية عن ذي قبل، أصبحت تلك الأودية موحشة ومرتعا لمجهولي الهوية ما ينذر بإشكالية أخرى قد تحدث من أولئك المجهولين في ارتكاب جرائم غير معروفة، مطالبين الجهات المعنية بتكثيف رقابتها وإلزام أصحاب الآبار بتغطيتها فورا. لجان تفتيش من جهته، أشار مدير الدفاع المدني في منطقة الباحة العميد إبراهيم بن حسين الزهراني، أن هناك عدة لجان مشكلة من الإمارة والشرطة والدفاع المدني والبلدية والمياه، تقوم بجولات على مختلف آبار المنطقة، وقد تمت إحاطة وتغطية 3861 بئرا من مجموع آبار المنطقة البالغة 6242 بئرا، فيما لا تزال 2381 بئرا مكشوفة برغم مخاطبة الشرطة وعرفاء القرى بضرورة استدعاء أصحاب تلك الآبار وإلزامهم بتغطيتها. تجاوب صعب وبين العميد الزهراني، أنهم يواجهون إشكالية في هذا الجانب بسبب شراكة أكثر من شخص في نفس البئر، لافتا إلى أن الشركاء قد يصل عددهم إلى عشرة أشخاص أو أكثر وغالبيتهم يعيشون خارج منطقة الباحة، ما يجعل التجاوب في توفير وسائل السلامة صعبا بسبب اختلافهم في هذا الأمر. آبار قلوة وأشاد الزهراني بأهالي محافظة قلوة، موضحا أن نسبة تغطية آبار قلوة تصل إلى 98 في المائة تليها محافظة العقيق ثم المخواة، داعيا أهالي المنطقة إلى التنبه إلى ما تمثله الآبار الغير مسورة من خطورة قد تذهب ضحيتها أنفس بريئة، مطالبا الجميع بالتعاون معهم بما يخدم الصالح العام وتحقيقا لمبدأ السلامة.