"آمنة وعلياء وعفاف" سيدات قادهن القدر للعيش في عزلة وحرمان بعيدا عن أقرب الناس، لا سيما في المناسبات كعيد الأضحى، حيث حرمتهن إصابتهن ب"الإيدز" من التواصل مع أسرهن وأصدقائهن. "آمنة" وهي أم أربعينية سردت ل"الوطن" قصة إصابتها، قائلة إنها لم تكن تعلم أنها مصابة بالمرض إلا بعد دخولها المستشفى لوضع جنينها الخامس وبعد التحاليل اكتشف الأطباء إصابتها بمرض نقص المناعة الإيدز وطلب الطبيب المعالج والمشرف على حالتها استدعاء زوجها وبعد إجراء التحاليل لزوجها أخبرها الطبيب انتقال المرض لها عبر الزوج الذي كان يحمل المرض منذ 5 سنوات. وبسبب خوفها كتمت السر عن أهلها وأصبحت في عزلة تامة، ثم أخبر زوجها أسرته وأسرتها بإصابتهما بالمرض فكانت رده فعل عائلته إنذاره بالخروج من الشقة والابتعاد عن منزل العائلة سريعا. وأضافت "ليس لي ذنب فيما قدره الله علي، فعائلة زوجي خيروني بين طردي والاحتفاظ بأبنائي أو الخروج من منزل العائلة"، إلا أنها اختارت أن تعتني بأولادها الذين خرجوا من منزل أسرة زوجها مطرودين إلى أحد الأحياء التي لا يعرفهم فيها أحد، وتستأنس بقضاء العيد بين مجتمع لا تعرفه في الملاهي والأسواق مع صغارها وزوجها. لم تكن قصة آمنة أقل ألما من واقعة الشابة الأرملة "علياء" التي تعيل 3 أولاد أكبرهم في العاشرة من العمر وتتشابه في انقطاع صلة الرحم من عائلتها وأسرة زوجها التي أكدت أنها لم تكن تعلم بمرض زوجها حتى أخبرها الطبيب بعد وفاة الزوج وأخضعها للتحليل وثبت إصابتها بالمرض. وأضافت أنها اضطرت للانتقال بعيدا عن أعين جميع معارفها وأقاربها والاحتفال بالعيد منفردة. وأشارت إلى أنها حصلت على عمل في أحد المراكز لتعول أبناءها بجانب ما يصرفه لها الضمان الاجتماعي. أما "عفاف" التي أصيبت جراء نقل دم ملوث لها بعد تعرضها لحادث سيارة في رحلة سياحية خارج المملكة بدولة آسيوية، فتشير إلى أنها كانت تحلم بحياة عائلية يحفها الهدوء والاستقرار وإنجاب أولاد، لكن المرض الذي نقلته لزوجها حرمهما من الإنجاب. وذكرت أن عائلتها دائمة الاتصال بها عبر الهاتف فقط ولا يحبذون زيارتها رغم قرب المسافة التي تجمعهم في حي واحد، مفيدة بأن الأيام تتشابه مع الأعياد فلا فرق بين هذه وتلك. من جهته، يؤكد مدير الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الإيدز في جدة موسى بن يحيى هيازع بأن الجمعية ترعى 100 سيدة متعايشة مع المرض، مشيرا إلى أنه بالتعاون مع مستشفى الملك سعود والبرنامج الوطني بجدة تم تزويج أكثر من 102 حالة لمتعايشين ومتعايشات مع المرض. من ناحيته، أوضح مدير المنطقة الغربية للجمعية السعودية للأمراض المعدية والأحياء الدقيقة ومشرف حملة "أطفال بلا إيدز" الدكتور نزار باهبري أن وزارة الصحة أطلقت قبل شهرين حملة تركزت محاورها على كسر حاجز الخوف والفوبيا المصاب بها مجتمعنا من فيروس نقص المناعة وشارك فيها 380 طالبا وطالبة من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة. وعبر عن استيائه لما يحمله المجتمع من نظرة دونية تجاه مرضى الإيدز، مشيرا إلى أن أكثر الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض ليسوا بالضرورة أن يكونوا من منحرفي السلوك، مبينا أن هناك نسبة كبيرة من المصابين بسبب نقل الدم لهم. وأفاد أن العدوى تنتقل بالاتصال الجنسي الطبيعي أو الشاذ وعبر نقل الدم ومشتقاته وزراعة الأعضاء (الكلى، والكبد، والقلب) واستخدام أجهزة الحلاقة وأدوات الوشم وإبر المخدرات. وتطرق إلى أن أعراض الإصابة بالمرض تبدأ بدخول الفيروس الجسم، حيث يعاني ما نسبته 50-70% من المصابين بتوعك وخمول وألم في الحلق واعتلال بالعقد الليمفاوية وألم عضلي وصداع وطفح جلدي إلى أن تتطور الحالة لتشمل نقصا بالوزن وفتورا وتعبا وفقد الشهية وإسهالا وحمى وانقطاع الطمث للمرأة وتعطي تكرار التعرض للعدوى بظواهر أسوة بالمرأة الحامل. ويقلل تلك العوامل تعاطي الفرد المصاب أو الزوجين للعلاج والذي ثبتت فاعليته بخفض انتقال المرض للآخر بنسبة 98%.