طالب متعايشون ومتعايشات مع مرض نقص المناعة المكتسبة "الايدز" وسائل الاعلام والمجتمع عامة بالكف عن الاشارة إليهم بأصابع الاتهام، مشيرين إلى أن الاصابة بفيروس الايدز قد تحدث عن طريق الخطأ دون ذنب ارتكبه الضحية. وأضافوا: لا بد من التعامل مع قضية الايدز بصورة أكثر ايجابية وموضوعية وتكثيف الجهود المبذولة لتسليط الضوء على التوعية بهذا المرض وطرق الاصابة به وكيفية الوقاية منه، ودعوة المجتمع للتعايش مع مرضى الايدز بصورة طبيعية واحترام حقوقهم الانسانية. وأكد مصابون بالإيدز تحدثوا ل "المدينة" على هامش المؤتمر الثاني لنشر التوعية بمرض الإيدز الذي يختتم أعماله اليوم، أن من حقهم الحصول على الحقوق الانسانية والعيش حياة كريمة داخل المجتمع، موضحين أنه نظرة المجتمع لهذا المرض من حيث أسباب الإصابة به تسيئ إليهم كثيرا، لافتين إلى أن فيروس الايدز لا ينتقل من خلال المعايشة اليومية العارضة مع المصاب سواء في العمل أو الدراسة والمناسبات الاجتماعية ولا من خلال استخدام المرافق العامة، أو خلال رعايته والعناية به. وأوضحوا أن المرض قد ينتقل إلى الشخص السليم بطرق متعددة، وليس فقط من خلال الاتصال الجنسي غير الآمن مع مصاب بالايدز، ومن هذه الطرق استخدام أدوات حادة ملوثة بالايدز مثل الإبر وأدوات الحلاقة والوشم وثقب الاذن والحجامة وغيرها، كما يمكن انتقاله من الأم المصابة بالايدز إلى طفلها خلال فترة الحمل والولادة والرضاعة، واخيرا من نقل الدم ومشتقاته والاعضاء الملوثة من مصاب بالايدز إلي شخص سليم. تجربة "أم ياسر" وروت "أم ياسر" والتي قضت أكثر من 8 سنوات مع المرض تجربتها في هذا الجانب موضحة أنها حين علمت بإصابتها لم يكن أمامها للتعرف على هذا المرض سوى ما نشر عنه في وسائل الاعلام، منتقدة الدور الاعلامي في ترسيخ صورة الموت ونهاية المصاب به. وقالت:إنها بعد أن تجاوزت الصدمة الأولى قررت أن تعيش، ومن خلال البحث والاطلاع توصلت إلى الجمعية السعودية لمرضى الايدز فكانت لها الداعم بعد المستشفى والأهل كما أنها حققت حلمها بالزواج فتزوجت من شخص مصاب أيضا وانجبت طفلة سليمة، ثم انفصلت وتزوجت للمرة الثانية من مصاب أيضا وهي الآن حامل متمنية أن تنجب طفلا سليما، منوهه إلى أنها ستخبر أبناءها في الغد عن مرضها رغم الصورة غير المشجعة التي رسمها الاعلام والمجتمع بأن العلاقة غير الشرعية هي السبب دائما للإصابة بالايدز، وهو ما أجبرها كمتعايشة على أن تخفي اسمها الحقيقي وتغطي وجهها. تضررت من لقاء إعلامي من جانبها ذكرت أم يوسف أنها أمضت 10 سنوات متعايشة مع فيروس الايدز الذي أصابها عن طريق زوجها، وهي الآن تعيش حياة طبيعية ولا تتذكر انها مريضة إلا إذا جاء موعد مراجعتها للمستشفى، موضحه أن المرض قربها من الله وقوى ايمانها وجعلها أكثر تمسكا بالحياة، إلا انها تعتب على الاعلام لما لحقها من ضرر جراء لقاء أجري معها عبر إحدى الوسائل الاعلامية، لذلك فهي تناشد الاعلام بأن يكون إلى جانبهم وأن يمكنهم من التعايش مع مرضهم في مجتمع يتفهم ظروفهم.