تراجع حجم مبيعات المشالح الأحسائية بنسبة 40% مقارنة بحجمها موسم عيد الفطر، بسبب ضعف إقبال المستهلكين لحين دخول الشتاء ولأنهم اشتروا كمياتهم الصيفية خلال العيد الماضي. ويلعب تقلب الأجواء في أغلب مناطق المملكة دوراً مؤثراً في قرارات المستهلكين لاختلاف خامة منتجات المشالح ما بين الصيفية والشتوية. وأوضح تاجر المشالح عمار العمار في تصريح إلى "الوطن" أن المستهلكين يترقبون إتمام إنتاج المشالح الشتوية الجديدة، حيث مازالت المحلات تبيع المشالح الصيفية إلى اليوم. وأشار إلى أن موسم عيد "الفطر" من كل عام هو أكثر مبيعات المشالح "طوال أيام السنة" في مشاغل الأحساء منذ أن بدأ العمل في هذه الحرفة قبل أكثر من 40 عاماً، ويليه في المرتبة موسم عيد "الأضحى"، إلا أن العام الحالي سجل موسم عيد "الأضحى" انخفاضاً في المبيعات بسبب تزامنه مع اقتراب دخول فصل الشتاء، وتقلب الطقس مما ساهم في إحجام الكثير عن اقتناء المشلح الصيفي أو الشتوي على حد سواء. وأضاف أن كثيرا من مشاغل خياطة المشالح في الأحساء، وفرت منذ وقت مبكر أنواعا متعددة من الأقمشة "الشتوية" إلا أن الطلب عليها حتى أمس لم يكن بالكميات الكبيرة والمأمولة، مبيناً أن المشلح "الشتوي" أغلى سعراً من المشلح "الصيفي" بفارق 500 ريال في حال طلب نفس المواصفات، لافتاً إلى أن المشلح "الصيفي" أكثر مبيعات مشاغل الأحساء، باعتبار أن معظم الزبائن من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي، وهذه الدول معظم أيام السنة فيها درجة الحرارة مرتفعة. وأكد أن خياطة المشلح "الشتوي" أكثر صعوبة من المشلح "الصيفي" بسبب صعوبة التعامل مع الأقمشة الشتوية والتي عادة ما تكون ثقيلة ووبرية وصوفية. بدوره قال مدير مركز خياطة المشالح خالد الفهد إن هناك نوعين من المشالح الشتوية، هما مشلح شتوي ربيعي "خفيف" ويبلغ متوسط سعره 3500 ريال، والنوع الآخر مشلح شتوي "ثقيل" ويبلغ متوسط سعره 3900 ريال، مبيناً أن فترة خياطة المشلح "الشتوي" تمتد لأكثر من أسبوعين، لافتاً إلى أن الفترة الأخيرة، أصبح الكثير من مرتادي المشالح يكتفون بخياطة 3 إلى 5 مشالح في السنة، غالبيتها "صيفية" بعدما كانوا يطلبون أكثر من 10 مشالح في السنة. وأضاف أن أسواق المشالح "الأحسائية" تستهدف كبار الشخصيات ورجال الأعمال والمسؤولين، بجانب الشباب المقبلين على الزواج، وأن المبيعات في موسم عيد الأضحى الحالي للمقبلين على الزواج منخفضة، مبيناً أن أكثر ألوان المشالح الشتوية رواجاً هي الأسود والبيج والبني، مؤكداً أن في المواسم الماضية، كان بعض المؤسسات والشركات الكبيرة والمصارف المحلية وبعض الأجهزة الحكومية تحرص على خياطة أعداد كبيرة من المشالح بغرض إهدائها، إلا أن الموسم الحالي تراجعت تلك الطلبات بشكل كبير. من جانبه قال تاجر المشالح محمد العبدالسلام إن المشالح "الصناعية" التي تتم خياطتها من خلال أجهزة الحاسب الآلي المرتبطة بمكائن الخياطة، أثرت سلباً على مبيعات المشالح "اليدوية"، التي كانت ولا تزال تشتهر بها منطقة الأحساء منذ عشرات السنين، موضحاً أن الفارق كبير بينهم في مادة "الزري"، حيث إن المشلح "اليدوي" يكلف فيه "الزري" ذو الجودة المرتفعة 1700 ريال، في حين لا يكلف زري المشلح "الصناعي" أكثر من 100 ريال، باعتبار أن المادة الأولية المصنوعة من الزري ذي الجودة العالية هي "الفضة"، وفي النوعيات الأخرى مصنوع من "الحديد أو النحاس"، لافتاً إلى أن حالات الغش في أنواع الزري مكشوفة من خلال إجراء اختبار بسيط وهو حرق "الزري" بالنار للوصول إلى مكونه الرئيسي أما الفضة أو الحديد أو النحاس. وأكد أن الغش والتقليد مكشوفان لدى شريحة كبيرة من المتعاملين في هذا القطاع من الخياطين والزبائن، ولن يفقد المشلح "الأحسائي" ثقته عند المهتمين، مقللاً من إمكانية خداع الزبائن بوضع ملصقات تشير إلى أنه مشلح "أحسائي" وهو غير ذلك، باعتبار أن الزبائن الذين يرتدون المشالح على دراية تامة بنوعية الزري والقماش وطريقة الخياطة وأشكال النقوش.