كشف أمس متعاملون في صناعة وبيع المشالح الأحسائية في أسواق محافظة الأحساء عن ارتفاع سعر المشلح الأحسائي، بزيادة تراوحت بين 800 إلى 1000 ريال عن سعره السابق ، متأثراً بارتفاع أسعار بيع الذهب والفضة في الأسواق العالمية . وأكدوا في تصريحات إلى "الوطن" أن سعر المشلح الأحسائي بلغ في المتوسط 2500 ريال بعد أن كان يباع في أوقات سابقة بمتوسط 1500 ريال"، مرجعين ذلك إلى ارتفاع سعر مادة "الزري"، وهي المادة الأساسية في صناعة المشالح، التي تعتمد على تزيين أطرافه باللونين الذهبي والفضي. وقال تاجر وخياط المشالح في الأحساء علي القطان إن أسعار المشالح الأحسائية، شهدت الزيادة خلال الفترة الماضية، مبيناً أن ارتفاع سعر الذهب والفضة في الأسواق العالمية، ألقى بظلاله بصورة مباشرة على أسعار المشالح، وذلك من خلال زيادة سعر حزمة " الزري" التي تزين به المشالح من 2000 ريال إلى 6200 ريال، بزيادة أكثر من 300%، موضحاً أن جودة المشلح في الدرجة الأولى من جودة " الزري"، ومن ثم جودة العمل والقماش. وأضاف خياط وتاجر المشالح في الأحساء عمار طاهر العمار " يستورد معظم أنواع "الزري" ذي الجودة العالية من فرنسا وألمانيا" ، مبيناً أن "الزري" الحر الذي يعود أساس خيطه من الفضة المطلي بطبقة من الذهب الخالص هو أفضل تلك الأنواع، وهي تخاط يدوياً دون الاستعانة بالمكائن، ويتم اختبار جودة مادته بحرقها بالنار، حيث تكون النتيجة بعد حرقه خيط من الفضة الخالصة، لافتاً إلى وجود أنواع أخرى من "الزري" ضعيفة الجودة، ويعود أساس خيطه إلى خيوط نسيجية مطلية باللون الذهبي، ونتيجة اختبار مادته بعد الحرق خيط من القطن أو الصوف، وعادة ما تكون مثل هذه الأنواع من الزري مصنعة في الهند. وأكد أن المشالح الأحسائية تمتاز بدقتها، وإتقان الخياط الأحسائي في القدرة على حياكة خيوطها، الأمر الذي أكسبها شهرة واسعة، وأن المشلح الأحسائي يحظى بقبول واسع لدى مواطني دول مجلس التعاون الخليجي، وأن هناك اختلافاً بسيطاً في عرض وسماكة الزري في المشلح من بلد إلى آخر، حيث إن السعوديين والبحرينيين والإماراتيين والعمانيين يفضلون سماكة الزري كبيرة، في حيين على عكسهم القطريون والكويتيون يفضلونها أقل سماكة. وأوضح إبراهيم العمار- خياط مشالح- أنه رغم ارتفاع سعر حزمة "الزري" إلى ثلاثة أضعاف إلا أنه غير متاح للبيع، إذ بدأ الباعة والتجار في الأحساء،في احتكار الكميات المتوفرة لديهم، والامتناع عن بيعها طمعاً في ارتفاع سعره إلى مبالغ أعلى، الأمر الذي تسبب في توقف صناعتة المشالح بسبب عدم توفر الزري بالكميات المطلوبة، لافتاً إلى أن الأحساء يوجد بها قرابة 150 مشغلاً ومحلاً للمشالح منتشرة في مدن وقرى المحافظة .