شهدت أسواق "المشالح" خلال شهر رمضان وقبل دخول أيام العيد انخفاضاً حاداً في مبيعاتها، تجاوز (60 %) مقارنة بالأعوام الماضية، حيث قدر عدد من كبار التجار مبيعات المشالح خلال عيد الفطر لهذا العام ب 25 مليون ريال، في الوقت الذي يتجاوز حجم المبيعات السنوية 800 مليون ريال على مستوى المملكة. إقبال ضعيف يقول علي القطان - تاجر مشالح -: إنه من خلال خبرة تصل إلى 25 عاماً في صناعة وتجارة المشالح فإن حركة أسواق المشالح في عيد الفطر هذا العام شهدت إقبالاً ضعيفاً طيلة شهر رمضان وإلى ما قبل أيام العيد، موضحاً أن أغلى مشلح يتراوح سعره بين 4000 و5000 ريال، وهناك أنواع أخرى أقل جودة وتتراوح أسعارها بين 1500 و 3000 ريال، مضيفاً أن هناك العديد من الطلبات لكبار الشخصيات على مستوى الخليج، لافتاً إلى أن ذلك يعد مفخرة لنا ولمحافظة الأحساء على وجه الخصوص لتفضيل المشلح الأحسائي عن غيره. نوعية القماش وأوضح الشاب "أبا ذر المهدي" أن جودة المشلح تكمن في نوعية القماش "إنجليزي" أو "حساوي" أو "نجفي"، فإلى جانب مصنع أقمشة المشالح في الأحساء، الذي ينتج أقمشة عالية الجودة، لا يزال في الأحساء من يصنع الأقمشة بطريقة يدوية، مستخدماً وبر الأغنام وصوفها وألوان الصباغة الطبيعية، مبيناً أن هذه الأقمشة تتميز بالجودة العالية وارتفاع الثمن، كذلك توجد أقمشة نحيفة وهي الخفيفة، بالإضافة وجود نوعية من الأقمشة "الكشميرية" يصل سعر القطعة الواحدة ما يقارب 35 ألف ريال من غير تكلفة الخياطة. وأضاف أن انخفاض الطلب على المشالح الفاخرة المصنوعة يدوياً لهذا العام يرجع إلى تفاعلات الأزمة الاقتصادية، بالإضافة لمنافسة المشالح المستوردة من الدول العربية خاصة سوريا، التي تباع بأسعار زهيدة مقارنة بالمشالح المصنوعة يدوياً، ومن الأسباب أيضاً وجود بعض العمالة الأجنبية والتي لا تضمن نوعية خيوط الذهب التي تستخدمها إن كانت من النوع الفاخر أو الأصلي. أنواع مرغوبة وتحدث "عمار العمار" وهو من كبار صناع المشالح الأحسائية قائلاً: هناك عدة أنواع مرغوبة في السوق مثل "الملكي" و"المتوسع" و"طابوق"، مؤكداً أن أكثر الفئات العمرية طلباً للمشالح تتراوح بين 30 – 50 عاماً، مشيراً إلى أن المشالح السورية تحتل القائمة الثانية بعد "الحساوي" وتتراوح أسعارها ما بين 100 - 1000 ريال، موضحاً أن أفضل الأقمشة الصيفية هي من النوع الياباني والانجليزي وأفضل الأقمشة الشتوية هي من النوع السوري، أما "الزري" فيستورد من ألمانيا واليابان وفرنسا، وأفضل أنواعه الألماني. لا ينظرون للجودة وأشار "العمار" إلى أن بعض الزبائن يقبلون على شراء المشالح ذات الأسعار الرخيصة دون النظر إلى الجودة، الأمر الذي فتح لضعاف النفوس من الباعة مجالاً للتلاعب والغش وتدني مستوى الجودة في مشغولاتهم، مضيفاً أن اللون الأسود يأتي كأهم الألوان التي تجد إقبالاً من الزبائن، ثم يليه اللون الأبيض الذي يميل إلى اللون السكري وكذلك اللون الأشقر، لافتاً إلى أنه من بين ألوان المشالح الشتوية "العودي" بثلاث درجات لونية مختلفة، و"الحناوي" بلونين، و"الأشقر" بثلاثة ألوان و"النباتي" بلونين. صفة رسمية ويوضح "حسين الموسى" - أحد تجار المشالح - أنه من الممكن أن تنتعش أسواق المشالح بشكل خاص في أيام العيد لرغبة البعض في لبس المشلح في تلك الأيام، ليكون مكملاً للزي الرسمي وتكتمل فرحته وأناقته، ويضفي على مظهره صفة رسمية، مبيناً أن بعض الأسر تحرص على تعويد أبنائها على لبس المشلح، أما الشخصيات الرسمية والهامة فالمشلح له مكانة خاصة لديهم بل ويعتبر لباسا ضروريا لا يستغنى عنه، فهو المعرّف بمظهر صاحبه. الأسود مرغوب وقال "حسين الرويلي" مدير صحة الأحساء: إن هناك أنواعا كثيرة للمشالح ولكن الأهم أن يبحث الشخص عن الجودة قبل السعر، وعن أفضل الأنواع أشار "الرويلي" إلى أن الأنواع الملكية هي من يتصدر القائمة دون منافس، ويعتبر اللون الأسود هو المرغوب والأكثر طلباً. عمالة وافدة وأوضح العميد "محمد بن شامان" قائد الطب العسكري الميدانى بالقطاع الشرقي للحرس الوطني: أن أكثر ما يخيفهم كزبائن من شراء المشالح خاصة الأنواع الحساوية هو امتهان العمالة الوافدة التي تدربت على أيدٍ حساوية لهذه المهنة، مما يكون له أثر ضار على أصحاب هذه المهنة الأساسيين. جودة ودقة وأكد المحامي "صالح الودعاني" أن هناك العديد من كبار الشخصيات خارج المحافظة يأتون خصيصاً لشراء المشلح الأحسائي لما عرف عنه من الجودة والدقة في الصنع، والسبب الآخر تمسك أهل المحافظة بهذه المهنة العريقة، والتي تعتبر من تراث المملكة ودول الخليج العربي على وجه العموم. مهنة رابحة ويقول "طاهر بن عبدالله": لقد تعلمت خياطة المشالح من والدي رحمه الله قبل خمسين عام تقريباً، مضيفاً أنه كان يذهب إلى المشغل للخياطة مع أشخاص كبار في السن كانوا يعملون عند والده، وبعد ذلك عرف الكثير عن شؤون الخياطة وأنواعها، مشيراً إلى أنه في السابق لم يجد مشكلة في الخياطة إلا في وقتنا الحاضر لكثرة العمالة الأجنبية، مبيناً أنه يجد في هذه المهنة أنها رابحة بفضل من الله.