هاجم سلاح الجو السوري معرة النعمان، التي تتعرض منذ نحو عشرة أيام لعمليات قصف مكثفة، بالقنابل العنقودية. وعرض الثوار بقايا إحدى هذه القنابل التي ألقيت على المدينة، وكذلك عشرات القنابل الأخرى التي لم ينفجر بعضها. وتحمل إحدى قطع هذه القنبلة كتابات بالأحرف السيريلية ما يدعو إلى الاعتقاد أنها من صنع روسي. ويستخدم الطيران السوري هذه القنابل في قصفه على المنطقة منذ نحو 20 يوما، كما قال رائد منديل أحد القادة العسكريين في معرة النعمان. وتلقي الطائرات الحربية هذه القنابل على المناطق الآهلة وعلى خط الجبهة، كما أوضح القائد منديل الذي أضاف أن "هذه القنابل تقطع الناس أشلاء". ويسعى جيش بشار الأسد لاستعادة السيطرة على الطريق السريع؛ لامداد وحداته المنخرطة بالقتال في حلب منذ ثلاثة أشهر، ومساعدة 250 جنديا محاصرين في قاعدة وادي الضيف من قبل الثوار. وحلقت المقاتلات السورية على ارتفاعات منخفضة قبل مهاجمة أهداف في ضواحى المدينة. وفي دمشق ذكر شهود عيان أن السلطات عززت مؤخرا الحماية في مداخل القصر الرئاسي بمنطقة المهاجرين في العاصمة. وقالوا: إن السلطات "وضعت حواجز أسمنتية يحتمي بها الحرس المنتشر في محيط قصر الرئيس بشار الأسد وحاشيته". وأضافوا أن "أحد مداخل القصر القادمة من حي المهاجرين العريق تم إغلاقه بحاجز أسمنتي، فيما تم وضع حواجز أمنية لمراقبة السيارات على كافة مداخل الشوارع المؤدية للقصر الرئاسي". وأشار شهود إلى أن "حركة تفتيش السيارات في المنطقة زادت بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة". وتأتي هذه التطورات مع وصول الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي إلى دمشق في محاولة للتوصل إلى هدنة. ويسعى الإبراهيمي إلى تأمين وقف إطلاق النار خلال الأيام الأربع لعيد الأضحى بدءا من 26 أكتوبر. وهو يأمل في أن تؤدي الهدنة إلى وقف أطول لإطلاق النار. وقال الإبراهيمي للصحفيين بمطار دمشق: إن "المحادثات حول الأوضاع في سورية ستشمل الحكومة والأحزاب السياسية والمجتمع المدني". وأضاف "سنتحدث عن الحاجة إلى وقف العنف الجاري، وحول ما إذا كان ممكنا وقف إطلاق النار في عيد الأضحي". وفي سياق متصل، دعا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، جميع الأطراف في سورية إلى وقف إطلاق النار خلال فترة عيد الأضحى. وأعرب عن أمله أن يمتد وقف إطلاق النار المرتقب لوقت أطول. وقال أوغلو: إن "وقف النظام السوري قصف المناطق المدنية بالطائرات، أمر ملح ومهم بصورة عاجلة في الوقت الحالي". كما دعا النظام السوري إلى "التوقف عن مواجهة المدنيين بالقنابل التي تسقطها طائراته الحربية". إلى ذلك أطلق الجيش التركي النيران على سورية أمس بعد سقوط قذيفتين أطلقتا من الأراضي السورية، مما يلقي الضوء على تصاعد التوترات بين البلدين على نحو خطير. وقال شاهد: إن قوات المعارضة السورية اشتبكت مع قوات الأسد في بلدة قرب إقليم هاتاي التركي الحدودي. وأمكن رؤية سحابة ضخمة من الدخان تتصاعد من بلدة حارم السورية بعد انفجار.