وصل امس الى دمشق المبعوث الدولي - العربي الى سورية الأخضر الإبراهيمي في بداية زيارة ينتظر ان يلتقي خلالها الرئيس بشار الاسد ووزير الخارجية وليد المعلم. وخفض الابراهيمي سقف التوقعات، رغم ان الانظار تتركز على نتائج المهمة التي كلف بها لتسوية الازمة السورية، من خلال تركيزه في كل تصريحاته ومن خلال التعليقات على زيارته على الدعوة التي اطلقها لترتيب هدنة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة خلال عيد الاضحى. وقال الابراهيمي، لدى وصوله الى دمشق، انه سيحاول العمل على وقف القتال في العيد الأضحى خلال محادثاته مع المسؤولين السوريين والمعارضين في الداخل والفاعليات السياسية. ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي، في بيان مشترك، «كل الاطراف المتحاربين في سورية الى ان يأخذوا في الاعتبار دعوة الابراهيمي الى وقف اطلاق النار ووقف اعمال العنف بكل اشكالها خلال فترة عيد الاضحى». غير ان الحكومة الفرنسية اعتبرت، على لسان الناطق باسم الخارجية فيليب لاليو ان «الدعوة الى وقف اطلاق نار اليوم فيما شهدنا لتونا هذا القصف وهذه الحصيلة الرهيبة يظهر جيدا ان شروط وقف اطلاق نار وتطبيقه واحترامه غير متوافرة». واضاف «نأمل في امكان تغير هذا الوضع». وردا على سؤال حول مهمة الابراهيمي في محاولة التوصل الى هدنة، قال «انه هدف جدير بالثناء ونأمل ان يتمكن من اقناع الطرفين». كما ندد الناطق بقصف معرة النعمان الذي يظهر «هول وقساوة القمع الشرس الذي يقوم به النظام ضد شعبه». في موازاة ذلك، عاود النظام السوري قصف المدينة بالطائرات، واتهمته المعارضة باستخدام قنابل عنقودية في القصف. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان اهداف الضربة الجوية شملت معسكرات المعارضة قرب قلعة وادي ضيف التي تضم حوالى 250 جندي وتحوي مخزناً كبيراً للمعدات الثقيلة والوقود ويحاصرها 2500 من مقاتلي المعارضة. وشاهد مراسل «فرانس برس» بقايا قنبلة عنقودية اتهم المعارضون النظام السوري باسقاطها على مناطق سكنية وعلى الخطوط الامامية، بالاضافة الى عشرات القنابل الصغيرة التي لم تنفجر. وتحمل القنابل كتابات تشير الى احتمال ان تكون من صنع روسي. وسبق ان اتهمت منظمة «هيومن رايتس واتش» سورية باستخدام قنابل عنقودية. لكن الجيش السوري نفى هذه التهمة، مشددا على انه لا يملك هذا النوع من القنابل. من جهة اخرى، قال ناشطون ومعارضون إن المقاتلين السوريين سيطروا على حي سليمان الحلبي في حلب. وتكمن أهمية الاستيلاء على هذا الحي في أنه يفتح الطريق أمام المقاتلين لمهاجمة الفروع الأمنية لقوات النظام والسيطرة عليها. وقال ناشطون إن حلب تشهد قتالاً عنيفاً للسيطرة على أحيائها الاستراتيجية منذ أيام، مشيرين إلى أن المعارك ما إن تتوقف في حي حتى تندلع في آخر. وفي حلب أيضاً، تعرضت الأحياء الشرقية للمدينة للقصف من قبل قوات النظام، كما تعرض حي الميدان للقصف بقذائف الهاون من قبل مقاتلي «الجيش الحر» الذين يحاصرون لليوم الثاني والعشرين على التوالي مقر اللواء الرابع والستين في بلدة الأتارب غرب حلب. وقال آمر «الجيش الحر» في البلدة إن مقاتليه سيطروا على جميع المنافذ، وأحكموا غلق الطرق المؤدية الى القاعدة العسكرية. وتعاني بلدة الأتارب، كغيرها من البلدات، مآسي إنسانية. ويقول أهاليها إن قوات النظام لم تستثن المراكز الخدمية للبلدة فاستهدفتها بالقصف، كما هُجر عشرات الآلاف من أهلها. الى ذلك قصفت قوات النظام مدينة القصير بالبراميل المتفجرة، وسمع دوي انفجارات ضخمة هزت المناطق المحيطة. كما قصفت قوات النظام عدة قرى ومدن بمحافظات حمص وإدلب ودرعا ودير الزور. وتوالى القصف المدفعي على ريف دمشق خاصة مدينة سقبا، التي قال المركز الإعلامي السوري إنه تم قصفها بالمدفعية والطائرات، فيما أفادت لجان التنسيق المحلية عن العثور على جثث معتقلين تعرضوا للتعذيب على يد قوات النظام في بلدة جديدة عرطوز في ريف دمشق. لتصل حصيلة الضحايا نتيجة قصف قوات النظام 125 الى قتيلاً على الاقل.