نفذ طيران النظام السوري أمس مجزرة جديدة راح ضحيتها العشرات من المدنيين بينهم عائلات، حينما أغار على مدينة معرة النعمان، واستهدف مسجدا يحتمي فيه مدنيون. وقال أحد المسعفين "انتشلنا ما مجموعه 44 جثة من تحت الأنقاض، بينها جثث لعدد من الأطفال"، إثر الغارة التي استهدفت مسجد نور الشهداء بمعرة النعمان. وقال جعفر شردوب، وهو طبيب في مستشفى ميداني مقام في إحدى مدارس المدينة الخاضعة لسيطرة الثوار "وصلت عشرون جثة، بينها عدد من الأطفال، وما زال نحو 30 شخصا مفقودين". ورأى الصحفي في أروقة هذا المستشفى نحو 12 جثة ملفوفة في أكفان بيضاء، بينما وضعت الأخرى في أكياس من البلاستيك كتب عليها "أشلاء". وأضاف الطبيب "لم ينج من الغارة حتى الآن سوى ثلاثة أشخاص، بينهم طفل في الثانية من عمره، بقي على قيد الحياة بين ذراعي والده الذي توفي". وتأتي هذه الأحداث غداة سقوط 140 قتيلا في أعمال العنف في مناطق سورية مختلفة، بحسب المرصد. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان "بدأت الطائرات الحربية غاراتها على ريف معرة النعمان، حيث نفذت غارة على قرية معر حطاط وأخرى على بسيدة". واستخدم المقاتلون الرشاشات المضادة للطيران في التصدي للطائرات المغيرة، دون أن يتمكنوا من ذلك. وفي دمشق فجر انتحاري يقود دراجة نارية نفسه على مقربة من مبنى وزارة الداخلية السورية، وأجهزة أمنية في حي كفرسوسة في غرب العاصمة"، والذي يضم أيضا فروعا لأجهزة أمنية. كذلك شنت الطائرات الحربية غارات على قريتي دير شرقي ودير الغربي في محيط معرة النعمان. وأشار المرصد إلى أن "مقاتلين من المعارضة ومن جبهة النصرة" يقصفون بقذائف الهاون معسكر وادي الضيف، الأكبر في المنطقة والذي يحاصره الثوار، وحاولوا اقتحامه خلال الأيام الماضية. إلى ذلك أعلنت وزارة الخارجية السورية أن الموفد المشترك الأخضر الإبراهيمي سيكون في دمشق غدا، حاملا معه اقتراحا لوقف إطلاق النار خلال عيد الاضحى أبدى طرفا النزاع استعدادا مشروطا للتجاوب معه، ويلقى ترحيبا إقليميا ودوليا. وأوضح أحمد فوزي المتحدث باسم الإبراهيمي أن الموفد الأممي والعربي سيلتقي الرئيس بشار الأسد "قريبا جدا جدا"، لكن "ليس السبت". وكان الإبراهيمي قد بحث مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أمس تطورات الأوضاع في سورية والجهود المبذولة لاحتواء الأزمة. كما استعرض الطرفان تداعيات الأزمة على دول الجوار خاصة الأردن.