باتت الأسواق التجارية التي كانت تكتظ بالباعة السعوديين فيما مضى، أماكن تجمّع للعمالة الوافدة، وبدت سيطرة هذه العمالة واضحة عليها، حتى إنهم أصبحوا يشكلون عائقا للمواطن الذي يريد أن يقتات، ويحاربونه لكي يستفردوا بالسوق. "الوطن" قامت بجولة ميدانية في سوق تبوك المركزي للخضار والسوق الدولي، ولاحظت سيطرة العمالة على هذين السوقين، حيث ذكر المواطن فهيد العنزي أن سوق تبوك الدولي يتحكم به مجموعة كبيرة من العمالة الآسيوية في جميع محتويات السوق والبضائع التي تصل إليه، مشيرا إلى أنه كان يتواجد يومياً في هذا السوق بغرض البيع وكسب الرزق الحلال، إلا أنه توقف عن هذه المهنة بسبب سيطرة العمالة الوافدة والإقبال الكبير من الزبائن عليهم، وأكد العنزي أن مهنته كانت تعتمد على استقبال البضائع المستعملة وبيعها، إلا أنه لا يشتري أي بضاعة إلا بعد تسجيل معلومات صاحبها، مبينا أنه يتبع الأنظمة والتعليمات حتى يساهم في الحد من السرقات، وأضاف "إن هذه الطريقة النظامية التي أتبعها جعلتهم يهربون مني، ويتجهون للعمالة الأجنبية التي تساعدهم على المخالفة وانتشار السرقة، لأنهم يشترونها بوقت قياسي دون تسجيل معلومات البائع". وقال المواطن ناصر الشراري "كنا قبل سنوات لا نشاهد العمالة الوافدة بهذه الأعداد الكبيرة، لكن رؤيتهم اليوم لم تعد أمرا غريبا"، وطالب الشراري الجهات المختصة بضرورة التواجد اليومي داخل السوق ومنع بيع العمالة الأجنبية في مثل هذه الأسواق. من جهة أخرى فالوضع هو نفسه في سوق تبوك المركزي للخضار، حيث ذكر المواطن سعد الزهراني أن العمالة الوافدة في سوق الخضار أصبحت تمارس البيع والشراء دون إيقاف لتلك الممارسات من الجهات المختصة التي يجب أن تطبق القوانين والأنظمة على المخالفين، وفتح المجال للشباب السعوديين للعمل في هذا المجال الذي يرغب الكثير فيه، وقال "لكن سيطرة العمالة والتحكم بالأسعار جعلا الكثير من الشباب يتوقفون عن العمل بعد تكبدهم الخسائر". فيما ذكر المواطن حسين الغامدي أن العمالة الآسيوية تتحكم في السوق من المصدر قبل وصول المعروض للسوق المركزي في تبوك ويتم بيعه على بني جلدتهم بأسعار منخفضة مما جعلهم يسيطرون على الأسعار ويتحكمون فيها كيفما أرادوا، أما الموطن المواطن أحمد الأسمري الذي افتتح له محلا للخضار والفواكه مع مجموعة من الأصدقاء، فقال "بعد الخسائر المتكررة قمنا بإغلاق محلنا الذي كنا نحلم أن نحقق من خلاله أرباحا تجعلنا نستمر في هذا المجال". من جانبه أكد الناطق الرسمي لأمانة منطقة تبوك الدكتور رياض غبان أن دور الأمانة تجاه هذه الأسواق المتابعة فقط، وقال"هناك مندوب مع اللجنة المشكلة لمراقبة الأسواق ودورها يقتصر على متابعة الأسواق وتطبيق الشروط الصحية، أما العمالة الوافدة فهي من اختصاص لجنة السعودة".