أحكمت العمالة الوافدة سيطرتها وقبضتها الحديدية على كل زاوية من زوايا "مرسى الحافة" بمدينة جازان، وسوق الأسماك مشكلين مضايقات متكررة للباعة من المواطنين السعوديين الذين يعتمدون على صيد الأسماك في توفير دخل يؤمن لهم ولأسرهم حياة كريمة. "الرياض" قامت بجولة على سوق السمك المركزي بجازان ومرسى الحافة، والتقت عددا من أصحاب المهنة والزوار ليتحدثوا عن قرب عن مايعانوه في هذه المهنة العريقة من مضايقات ليس لها حدود أونهاية من العمالة الأجنبية. بداية أوضح "محمد عمر" بأنّ العمالة الوافدة هي المسيطرة والمتحكمة في أجزاء كبيرة سواء في صيد السمك في مرسى الحافة أو بيعه في السوق، والسبب يعود أنّ كثيرا من المواطنين يمنحون العمالة صلاحيات كاملة للعمل وإدارة المحل مقابل مبلغ مالي يعطيه كل شهر، داعياً الجهات المسؤولة سرعة التحرك ومتابعة ذلك. أما الصياد "ناصر عقيل" فقال: "من يحمينا من هذا العبث الذي تقوم به العمالة الوافدة للسيطرة على خيرات المنطقة من الأسماك، والذين يقومون بجلب الأسماك وصيدها بشكل عبثي وعشوائي مما يهدد الثروة السمكية بالاندثار"، مضيفاً بأن العمالة الوافدة سيطرت على تجارة صيد وبيع الأسماك، الأمر الذي يهددنا بانقطاع مصدر الرزق الوحيد الذي نعتمد عليه في حياتنا، مشيراً إلى أن الحال لم يعد كالسابق فاليوم حل الوافدون بديلاً عن أبناء المهنة من السعوديين، وبدءوا يضربون السوق بأسعار أرخص الأمر الذي يضرنا كثيراً، مؤكداً أن الوضع لا شك سيئ جداً ويحتاج إلى تدخل المسؤولين بشكل عاجل. العمالة الوافدة تتحكم بأسواق الأسماك أما "علي باغشير" فيؤكد على أنّ العمالة الوافدة من جهة تتحكم في المرسى مما يعني عودة قراصنة الزمن الماضي بشكل مختلف عمّا كان عليه في السابق، فهناك عمالة وافدة تشتري منهم السمك وهذا يعني تعاونهم ضدنا نحن السعوديين، كما أنهم مسيطرون أيضا على سوق السمك يمارسون فيه شتى أنواع التجاوزات. كما أوضح "يحيى شوك" بأنّ الرقابة على أعمال هذه العمالة الوافدة شبه معدومة، ولو كانت هناك رقابة لكانت هناك مخالفات كثيرة وعديدة، فأعمالهم "مشبوهة" ونظراً لعدم وجود رقابة فهم يعملون ما يريدونه ولا أحد يمنعهم من ذلك، وهذه مشكلة كبيرة يجب التصدي لها وإيجاد الحلول المناسبة لها وإلا سيتفاقم الأمر أكثر من ذلك، كما أن الكثير من الصيادين السعوديين قد تضرروا ضرراً بالغاً من تصرف العمالة الوافدة وسيطرتها على مهنة صيد الأسماك. وتساءل "محمد مهدي" عن سر غياب لجنة السعودة عن سوق السمك في جازان، ودور مكتب العمل في حمايتهم من العمالة الأجنبية، وتهيئة الفرص الوظيفية للمواطنين، ودعمهم في مهنتهم التي بدأت في التراجع والاضمحلال جراء سيطرة العمالة الأجنبية على سوق السمك في جازان، الذي أصبح مرتعاً لكل أجنبي لا ينتمي إلى مهنة معينة، على حد قول أحد السعوديين المتضررين من الوضع، حيث امتلأ السوق بالعمالة المخالفة، التي لا تتقن أي عمل وتمثل العمالة البنجلادشية الغالبية العظمى من العاملين في السوق، حيث يعتمد البائعون في سوق السمك على الصيد القادم من اليمن، والذي يروجه البائعون على أنه سمك بلدي، بينما يبيع الصيادون السعوديون صيدهم خارج السوق لزبائن معينين. ويشير "محمد زيلع" إلى أن وضع المرسى مزرٍ للغاية ولا يطاق، فكما ترى النظافة شبه معدومة وكذلك التنظيم، وهي مشكلة أزلية وقديمة لم توجد لها الحلول الى اليوم" أما "علي اليامي" فيؤكد على أنّ الزائر لمدينة جازان يرى حجم التطور الكبير في المدينة والمشاريع العملاقة وما يشهده الكورنيش الشمالي من أعمال كبيرة تشكر عليها أمانة جازان، ولكن الشيء الذي يسيء إلى هذه الجهود للأمانة هو مرسى الصيادين الذي يعتبر واجهة غير حضارية للمدينة، فمنظره الحالي يشوه منظر المدينة، خاصة تلك المراكب والقوارب التالفة والتي تشكل بوضعها الحالي مشاكل أمنية وبيئية.