أبدى عدد من سكان قرية آل عمر بوادي رحب في منطقة جازان تذمرهم من تجاهل إدارة النقل لمطالبهم المتمثلة في صيانة الطريق المؤدي لقريتهم مرورا بالقرى المجاورة، على الرغم من حجم المطالبات التي تقدموا بها وظلت حبيسة الأدراج حسب وصفهم ، الأمر الذي ضاعف من معاناتهم وحد من وصول الخدمات التي ينتظرونها منذ زمن. وأمام تصعيد الأهالي لمعاناتهم وطلبهم تشكيل لجنة لتقصي حقيقة الأوضاع، والعمل على معالجتها قبل أن تتسبب في نتائج عكسية من أهمها هجرة السكان، أكد مدير إدارة النقل في منطقة جازان المهندس ناصر بن علي الحازمي أن مطالب الأهالي محل اهتمام، وأن موسم الأمطار وصعوبة التضاريس تحدان أحيانا من تنفيذ صيانة الطريق، مؤكدا أن فرق المواصلات تباشر مهامها على أكمل وجه ووفق الإمكانات المتاحة، نافيا أن يكون هناك احتجاز لأي من الأسر بسبب وعورة الطرق في وادي رحب. وعلى النقيض يقول الزميل الإعلامي حسن بن سلطان المازني الذي وقف على معاناة الأهالي في ذلك الوادي قبل عدة أيام "مازالت المعاناة ترسم ملامحها على أديم قرية آل عمر بوادي رحب شمال شرق الجبل الأسود، وتنقش بوخزات الألم في قلوب سكان تلك القرية التي ظلت أسيرة الإهمال من إدارة الطرق، رغم صرخات السكان التي ضاع صداها في منحنيات ودهاليز صدر رحب والجبل الأسود". وأضاف المازني "لم تكن رحلتنا إلى وادي رحب مفروشة بالورود فقد كانت جزءا من معاناة سكان الوادي، فبعد أن تجاوزنا "رخية" مقر محافظة الريث ومنها إلى عقبة الهوايا ثم نزولاً باتجاه وادي لحب حتى دلفنا وادي رحب، بدأ حوار التحدي بين المركبات والحجارة التي جعلت من الطريق الذي يسبر بطن الوادي أشبه ما يكون بمشروع صعب ومعقد لا يغيره سوى الإدارة والإرادة". من جهته أكد المواطن أحمد بن علي يحيى العزي أن السيول التي شهدها الوادي عزلت منزله عن القرية منذ يوم الجمعة 30/ 5/ 1431، الأمر الذي ترتب عليه انقطاع المؤونة عن منزله، وتوقف مراجعة زوجته لمستشفى محافظة بيش العام، نظرا لإصابتها بكسر في الكعب الأيمن، فيما ظلت تصارع الآلام في المنزل بانتظار الفرج. ويشير العزي إلى أن انقطاع الطريق أدى إلى توقف استكمال العلاج لأربعة من أبنائه يعانون من مرض نفسي، فيما يتم جلب المياه بواسطة عبوات بلاستيكية يتم نقلها سيرا على الأقدام لمئات الأمتار وحتى وصولها للمنازل، وهذا جزء مهم في معاناة الأهالي في هذا الوادي الذي ينتظر لفتة أو تشكيل لجنة لتقصي الحقيقة والحد من المعاناة. ولفت المواطن أحمد بن جابر العزي إلى أنه تبنى مراجعة الجهات المختصة في منطقة جازان للحد من معاناة العديد من الأسر في صدر وادي رحب منذ 30/ 5/ 1431، حيث تقدم ببلاغ لمحافظة الريث رقم 1401 في 12/ 6/ 1431، وتبعه ببلاغ آخر لإمارة منطقة جازان مسجل لدى إدارة خدمات المنطقة برقم 31001052289 في 25/ 6/ 1431 ثم لإدارة الطرق برقم 6174 في 29/ 6/ 1431، واكبه طلب استفسار موجه من وكيل إمارة منطقة جازان لإدارة طرق المنطقة برقم 25013 في 7 /7/ 1431، التي بدورها عمدت إحدى الشركات لعمل الطريق، إلا أن الشركة المتعهدة لم تقم بواجبها حتى اللحظة، متسائلا عن أسباب عدم تنفيذ القرارات. ودعا المواطن محمد بن علي العزي إلى دعم فرقة الطرق في الريث اللازمة لمعالجة الانهيارات الجبلية، والحد من المعاناة التي يتكبدها السكان أثناء هطول الأمطار وجريان الوادي بالسيول. وتساءل العزي عن أسباب سحب مشروع عقبة الدمين التي تربط رحب بالجبل الأسود من أحد المقاولين بعد مباشرته العمل وتعطيل الطريق القديم بحجة تنفيذ مشروع آخر، الأمر الذي ترتب عليه تأخير المشروع الذي كان ينتظره الأهالي منذ زمن، وتعطيل مستقبل الطلاب الذين يدرسون في الجبل الأسود بسبب معاناتهم التي يجدونها مع طريق الوادي. ودعا العزي الجهات المختصة إلى تشكيل لجنة عاجلة لرصد معاناة الأهالي والعمل على حل المعضلات التي تواجههم.