أكد مدير جامعة اليمامة سابقا الدكتور أحمد محمد العيسى أن نظام التعليم بوضعه الحالي يتطلب البناء لخلق جيل واع يستطيع إنتاج المعرفة ومواجهة تحديات الحياة. جاء ذلك في محاضرة ألقاها صباح أمس في خميسية مركز حمد الجاسر الثقافي في الرياض بعنوان "معالم في إصلاح التعليم في المملكة" وأدارها الدكتور راشد العبدالكريم. وأوضح العيسى، أن ما يتعلمه الطالب خارج أسوار المدارس من الإنترنت وغيره أفضل مما يتعلمه داخل أسوار المدرسة، مرجعا تفوق بعض أبناء وبنات المملكة للاجتهادات الشخصية من الأسرة. ونفى أن يكون للمدرسة دور في ذلك، وقال العيسى: نحن بحاجة إلى إعادة هيبة التعليم، واضعا خطوطا عريضة رأى - من وجهة نظره - أنها تستحق الاهتمام وتتمثل في إيجاد فكر تربوي جديد بدل القديم الذي يتم التعامل معه حاليا. وتساءل العيسى "أين هي الدراسات الجامعية عن المقارنة بين تعليمنا وغيره؟ وهل المطلوب أن تزود المدرسة الطالب بالعلوم والمعارف؟ وإذا كان كذلك لماذا لا نبعث طلابنا إلى المكتبات والإنترنت ونكتفي بذلك"؟ وأضاف: هذه المصادر لديها القدرة على إيصال المعرفة للطالب أكثر مما يتعلمه الطالب في المدرسة. وعاد العيسى للتساؤل "من هو المعلم؟ وما هي القدرات التي يمتلكها؟ وما هو المنهج؟ وما هي علاقته بالعلم؟ مؤكدا أنه ضد "التشوهات" التي تحدث في التعليم. وقال: أنا مع تعليم الدين الصحيح واللغة العربية والإنجليزية، ومع تطوير المناهج لكنني في نفس الوقت ضد الحشو والتلقين، وضد هيمنة المعلم وضد الحزبية، مؤكدا الحاجة إلى التركيز على الأولويات ومنح إدارات التعليم والمدارس صلاحيات أكبر. واستطرد "نحن بحاجة إلى إعادة الاعتبار للمعلم والتعليم، وعدم انتقاص مهنة التعليم وتجريم من يسيء إلى المعلم أو المعلمة"، مطالبا بإنشاء مركز وطني متخصص لتطوير المناهج وطرق التدريس مكون من خبرات تربوية من الجنسين. وطالب العيسى، بضرورة إعادة النظر في مستوى كليات التربية وكليات المعلمين، والتأكيد على أهمية الأنشطة الصيفية في المدارس، والمشاركة مع مؤسسات المجتمع، خاصة أن كثيرا من الدول تجاوزتنا. وعن برنامج قياس، قال العيسى: "إن قياس هو المعيار الوحيد لقياس مستوى حصيلة الطالب في التعليم العام". وكان العيسى قد سخر من وضع وهيئة الفصول الدراسية في المدارس، عارضا بعض الصور لفصول في مدارس حكومية وأخرى في مدارس بأستراليا.