بدأت منطقة الباحة في ارتداء حلتها الخضراء وتزينت بالورود بشتى ألوانها استعداداً لمقدم الصيف. ويتوفر بالمنطقة أكثر من 40 غابة تشتهر بتنوع الأشجار وكثرة الورود والأزهار. كما تزخر الباحة بمجموعة من الآثار القديمة والمواقع التاريخية الضاربة في القدم، أبرزها قرية ذي عين وطريق الفيل. وتشتهر المنطقة بالأسواق الشعبية والكثير من المنتجات اليدوية العريقة، وهذا ما يزيد من إقبال السياح والمصطافين على متنزهات الباحة وأسواقها على مدار العام. ويزيد من مقومات المتنزهات السياحية بالمنطقة جريان المياه طيلة فترات العام، مما يجعلها تتمتع بخضرة دائمة للأشجار التي تتصدرها أشجار الزيتون البري والعرعر والأكاسيا وغيرها من الأشجار والشجيرات البرية. وشدد أمين المنطقة المهندس محمد مبارك المجلي على أهمية رفع مستوى المراقبة الصحية وتجهيز المواقع السياحية لاستقبال المصطافين، مؤكدا أن مسؤولي التراخيص وضبط الجودة بالجهاز السياحي في الباحة يقومون بتنفيذ مسح ميداني جديد على قطاع الإيواء السياحي بالمنطقة للتأكد من أن جميع المنشآت تعمل وفق نظام التراخيص الجديد، وتوجيهها لسرعة الانتهاء من استيفاء جميع الشروط الخاصة بالتراخيص. وقال المجلي إن إجمالي عدد منشآت قطاع الإيواء السياحي بمنطقة الباحة يبلغ 146 منشأة (8 فنادق و138 مبنى وحدات سكنية مفروشة). كما توجد خمس وكالات للسفر والسياحة بالمنطقة، 4 منها موزعة على محافظات المنطقة. من جانبه، أشار مدير جهاز التنمية والسياحة بالباحة الدكتور محمد بن تركي بن ملة إلى أن هيئة السياحة قامت بوضع استراتيجية متكاملة، يتم من خلالها تطوير السياحة في المنطقة، لإيمانها الكبير بأهمية الاستثمار في هذا الجانب في منطقة مهيأة لأن تكون منتجعا سياحيا على مستوى المملكة لما تملكه من مقومات تدعم هذا الجانب في جميع فصول السنة. وأضاف أن هذه الاستراتيجية تعمل على تحقيق ما خطط له من أهداف خلال عشرين عاما، على أن يتم تطبيقها بشكل كامل لضمان الاستثمار الأمثل في هذا الجانب الذي يعد من الجوانب الاقتصادية المهمة. ولم تأت تلك الاستراتيجية من فراغ وإنما بناء على دراسات مستفيضة وجولات ميدانية مكثفة استغرقت عدة سنوات من خلال خبراء من داخل وخارج المملكة، زاروا جميع المواقع السياحية بالمنطقة. وأوضح ملة أن الاستراتيجية تناولت نبذة عن منطقة الباحة وطبيعة تضاريسها ومناخها وأعداد زوارها الذين يتجاوزون 370 ألف نسمة طوال العام عدا فصل الصيف الذي تتضاعف فيه هذه النسبة إلى 100% وربما أكثر من ذلك، رغم أن الاستراتيجية لم تتطرق إلى أعداد السكان في فصل الصيف، وهو الفصل الذي يعتبر من أنشط فصول السنة جذبا للسياح والمصطافين. وذكرت الاستراتيجية أن موقع المنطقة الذي يقع على ارتفاع 2000 متر فوق سطح البحر يميزها عن مناطق المملكة الأخرى، رغم أن هناك مناطق مماثلة إلا أن مساحتها الصغيرة ساعدت على تميزها في ذلك، إضافة إلى التجمع السكاني في المدن أو المحافظات الست وهي بلجرشي والمخواة والعقيق و المندق و القرى و قلوة، عدا المدينة الرئيسية والتي سميت المنطقة باسمها.