الكرم قيمة دينية واجتماعية قال تعالى: (هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين) وفي الحديث...سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم...أي الإسلام خير؟ قال صلى الله عليه وسلم: تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لا تعرف. وهناك بيت جميل عن السخاء والجود والكرم للإمام الشافعي رحمه الله: تستر بالسخاء فكل عيب يغطيه كما قيل السخاء وقال المتنبي رحمه الله: على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم فالكرم قيمة دينية واجتماعية، وصفة ملازمة للنبلاء وتدل على الأخلاق الحميدة والأصل الطيب... والكرم من الصفات الحميدة التي عرف بها عرب الجزيرة قبل الإسلام، حيث اعتبروه من القيم والمبادئ الأصيلة التي يسير عليها الرجل ويوصي بها أبناءه من بعده، والكرم والجود والعطاء من أبرز الصفات التي عرف بها الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام. وفي تاريخنا الحديث أيام الفقر والفاقة وضيق ذات اليد لدى معظم أبناء الوطن العظيم... قصص وحكايات تروى عن الكرم، وكرام عرفوا بالكرم والبذل والعطاء في زمن القلة وضيق ذات اليد، حتى أن منهم من يكرم ضيفه بكل ما يملك ولا يتباهى بذلك، فتلك سجيته وطبيعته التي جبل عليها. واستمرت فينا صفة الكرم العظيمة الحميدة التي تعكس بجلاء الروح الأصيلة النبيلة لدى أبناء هذا الوطن الذين ورثوها أبا عن جد. إلا أننا ابتلينا في هذه الأيام بمحدثي نعمة شوهوا صورة الكرم بعد أن قرنوه بالمباهاة والكبر والإشهار، والمبالغة فيما يذبح للضيف من أعداد كبيرة من الجمال والخراف، وما يصاحب هذا الكرم الاستعراضي من مظاهر احتفالية استعراضية وتصوير، واستعانة بمشاهير سناب وغيرهم، تشوه الكرم، ولا تبرز كرماً وسخاءً بقدر ما تبرز الكبر، والهياط، والمباهاة، والكرم الصوري، الذي لا يهدف منه المضيف إلى إكرام الضيف بقدر ما هو تسويق لنفسه واستعراض ومباهاة، وتعويض عن مركب نقص. نسأل الله لنا ولهم الهداية.