حالة من الكساد والركود العنيف ضربت سوق الكاسيت في مصر، نتيجة للظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد بصفة عامة، وشركات الإنتاج على وجه الخصوص منذ اندلاع ثورة "25 يناير"، واكبه تراجع كبير في مبيعات الكاسيت، حيث لم تتجاوز المبيعات نسبة 15%، مما دفع بالمنتجين إلى الإحجام عن إنتاج أية ألبومات في الوقت الراهن. ويوزع عادة في موسم عيد الفطر ما بين 12 إلى 13 ألبوما غنائيا لمطربين ومطربات من مصر والعالم العربي، إلا أن هذا العام لم يشهد سوى 3 ألبومات فقط، وأمام تلك الظروف الصعبة اضطر عدد من المطربين إلى إنتاج "ميني ألبوم" على نفقتهم الخاصة. وأمام تلك الظروف، قرر عدد من المطربين والمطربات وبالاتفاق مع الشركات المنتجة، تأجيل طرح ألبوماتهم التي كان من المفترض طرحها هذه الأيام، خوفاً من التعرض لأية خسائر، إضافة إلى حالة الترقب التي تسيطر على المطربين حالياً والخوف من أن تفشل ألبوماتهم في تحقيق النجاح المطلوب، في ظل تلك الظروف الصعبة. وطرح خلال هذه الفترة 3 ألبومات فقط، هي "أحسن من كتير" للمطربة "ساندي" وألبوم للمطرب اللبناني وائل كفوري وألبوم "شخصية عنيدة" لأصالة نصري. وكان من المقرر طرح أكثر من 12 ألبوماً خلال هذا العيد، أبرزها للمطربة غادة رجب وجنات ومحمد حماقي ورامي صبري ومحمود العسيلي، كما كان من المقرر أن يدخل نفس السباق اللبنانيتان ماجدة الرومي وإليسا وكل منهما طرحت ألبومها قبل رمضان بأيام، لكنهما لم يحققا الانتشار المطلوب نتيجة دخول الشهر الكريم فقررتا الدفع بأغلب النسخ خلال العيد. غير أن أغلب تلك الأسماء تراجعت في اللحظات الأخيرة للإعلان عن تأجيل طرح ألبوماتهم، وأبرزهم المطرب المصري محمد حماقي والمطربة المغربية جنات والمصرية غادة رجب. من جهته أكد رئيس اتحاد منتجي الكاسيت محسن جابر في تصريح إلى "الوطن" أن هناك أزمة حقيقية تعانيها شركات الإنتاج، مشيراً إلى أن خسائر هذه الشركات تجاوزت 80% مقارنة بالعام الماضي. وقال جابر إن هناك عددا كبيرا من الألبومات "مُغلفة" وجاهزة للطرح، إلا أنه في ظل الركود وحالة الفوضى التي تشهدها الناحية التسويقية بسبب قراصنة الإنترنت ولصوص الغناء والموسيقى، فقد يُخشى على سوق الكاسيت من خسائر فادحة.