يبدو أن نهاية عصر الألبوم الغنائي قد اقتربت، وهذا ما يظهر بوضوح من خلال الأفكار الجديدة التي تلوح في الأفق مثل «الميني ألبوم»، الذي يحتوي على عدد قليل من الأغنيات. هذه الظاهرة التي أثارت جدالاً في الأوساط الغنائية، تعد فكرة جديدة على سوق الكاسيت العربي، في حين تتعرض الألبومات للقرصنة حتى قبل طرحها، وسحبت الكليبات الريادة، واقتصر النجاح والتميز في هذه الألبومات على أغنية أو اثنتين، تحقق لصاحبها النجومية. ترى الناقدة الغنائية مي هلال ان «هذه الظاهرة انطلقت في ظل ضعف الإنتاج وندرة الكلمات المتميزة التي تجذب المستمع، وكان أول من لجأ إليها الملحن والمطرب عمرو مصطفى في ألبوم «الكبير كبير»الذي يتكون من ثلاث أغنيات، واستطاع من خلاله أن ينافس ألبومات كاملة لكبار المطربين. والفنانة أنغام قررت خوض التجربة، فأطلقت ميني ألبوم بعنوان «محدش يحاسبني»، وضم خمس أغنيات بالتعاون مع الشاعر أمير طعيمة والملحن إيهاب عبدالواحد. ويشير المنتج ياسر نوار إلى أن الميني ألبوم غير مكلف مقارنة بالألبوم الكامل، لكنه لا يجدي ولا يحقق المرجو منه مثل الألبوم الكامل الذي ينتظره الجمهور ليستمع إلى أغنيات متنوعة وليس إلى أغنية أو ثلاث أغنيات بتوزيعات مختلفة. لذلك فهو ضد فكرة الميني ألبوم جملة وتفصيلاً. لكن المنتج محمد حامد صاحب شركة Top Music كان له رأي آخر، إذ يوضح أن الميني ألبوم أصبح «موضة العصر» فعلاً، وهناك اتجاه في معظم بلدان العالم نحو إنتاجه، بسبب مرور كثير من شركات الإنتاج بأزمات مادية نتيجة قرصنة الأغنيات على مواقع الإنترنت. المطرب عمرو مصطفى صاحب تجربة رائدة في إصدار الميني ألبوم، وعندما قدم «الكبير كبير» لاقى رواجاً في سوق الكاسيت، لذلك فهو يؤكد أن الجمهور لا يرتبط بعدد الأغنيات، وإنما بجودتها ومدى تواصله مع موضوعاتها. كما أن الأغنية المتميزة تحتاج إلى وقت طويل في التحضير واختيار فكرتها، وهو كمطرب يفضل الحضور على الساحة من خلال أعمال قليلة ولكنها إيجابية. الموسيقار محمد ضياء يرى أن سوق الكاسيت تعاني بشدة من القرصنة، والألبومات لا تحقق رواجاً، مهما يكن عدد أغنياتها، لذلك لا بد من مساندة شركات الإنتاج ودعمها، لكي تستمر في تقديم أغنيات جديدة. ويوضح أن أهم ميزات الميني ألبوم أن الخسارة تكون قليلة لأن إنتاج أغنيتين أو ثلاث لا يضاهي بأي حال من الأحوال إنتاج عشر أغنيات. ويوافق المنتج محسن جابر على رأي ضياء ويشدد على أهمية دعم الإنتاج الغنائي بشتى الطرق، لأن الخسارة مستمرة سواء كان الألبوم «ميني» أو يتضمن أكثر من عشر أغنيات، والفترة المقبلة ستشهد انحساراً في إنتاج الأغنيات ال single. ويؤكد الموسيقار حلمي بكر أن الجمهور يمل سريعاً من معظم الألبومات الغنائية الحالية، لأن أغنياتها تقريباً متشابهة ولا تقدم أي جديد، كما أن الكلمات والألحان غير جذابة. ويرجع بكر إنتاج الميني ألبوم إلى الرغبة في تقليل حجم الخسائر، لأن الجمهور يتجاهل شراء ألبومات غنائية تتضمن أغنيات ضعيفة، وبالتالي فإن بعض شركات الإنتاج تفضل طرح الميني ألبوم أو ألبومات الكوكتيل لكسر حال الملل التي يعيشها الجمهور، وتقلل حجم خسائرها، والفترة المقبلة ستشهد انتشار هذه الظاهرة ومع الوقت سنجد أن مدة الألبوم لن تتجاوز الدقائق العشر توفيراً للنفقات. وترى مي سليم التي خاضت تجربة الميني ألبوم أن الأغنية القوية تعيش لفترة طويلة مع الجمهور بغض النظر عن كونها مطروحة في ألبوم أو ميني ألبوم. ولأن المنافسة صعبة فلا بد من التدقيق في الاختيارات الغنائية حتى تقلل من حجم الإحباط الذي يحاصرنا بعد اقتراب نهاية عصر الألبومات الغنائية. وتعيش ميس حمدان حال شقيقتها مي نفسها مع اقتراب صدور ألبومها الأول مع شركة «روتانا» في العام الجاري، وذلك لخوفها الشديد من عدم تحقيق الألبوم مبيعات تعوض كلفة إنتاجه، وهي مندهشة من عدم وجود حلول جدية لأزمة قرصنة الألبومات، وتقول عن الميني ألبوم:» تجربة جديدة ويمكن أن تحقق مردوداً إيجابياً، ولكن ذلك يتوقف على الاسم الفني لصاحب الألبوم ومدى ارتباط الجمهور به».