إيمان سعد الغامدي التناقض هو مجرد لحظة ستعيشها - أيها القارئ - وستجد تفاوتا مرحليا بين العقل والقلب.. لا أعلم لكنني أشعر بأني أعيش في عالم متفنن بالتناقض في المبادئ والمشاعر والأحكام... فها هو يوم جديد، وهدوء يعم الأرجاء، وماذا عن صباحاتكم المتناقضة؟ قاتلة هي الأجواء من حولي، أكاد لا أحس بأطرافي، هل قلبي ما زال يضخ بالدم؟ هل ما زال عقلي يضخ بالذكريات؟ إنني أشك بذلك، كم أحتاج لعود من الكبريت! لحرق أجزاء كرهتها من واقعي ومستقبلي وماضيّ! لا أكره واقعي، لكني أحب العيش بمخيلتي، هناك فقط استطيع أن أعيش سعيدة وبلا حدود، يمكنني الإبحار حينها ولا توجد حواجز لقلمي الذي أعشق. صدقا ليست هي الأمواج العالية ما تخيفني، ولا البرد القارس ولا حتى هذه الظلمة! أيها الراحل بعيدا.. رحيلك عني هو ما سيعلن انهزامي! فتجدني أجدد الأماني بعد أن أوشكت على الاستسلام، وهل للأماني وجود فعلي بعد أن قتلتها مرارا وتكرارا؟ أمنيات (الكثير منها) هو ما يدور في مخيلتي الآن! على الرغم من أنني أرى حمامة بيضاء تطير بحرية! فلقد أعلنت الصلح مع ذاتي وأمنياتي! لقد حققت السلام مع ذاتي! لندعو بأن يدوم الصلح والتعاون الخيري بين الطرفين المتنازعين... من بعيد تبدو السماء وقد اكتحلت السواد من جديد، كم أكرهك يا غيمة الشؤم! كم أكره تناقض الأصوات بداخلي، كرهي قديما للبحار مماثل لكرهي لموجة الحزن والشؤم القادمة من حيث لا أعلم منبعها! رؤيتي للبحر تحمل في طياتها رؤية متناقضة! تارة أعشقه حد الثمالة عند زيارتي (للواجهة البحرية وأرامكو بيتش) وتارة أخاف منه كثيرا لأسباب شخصية لكنني أحب رؤية البشر واستمتاعهم بالماء وكيف تتمثل سعادة الأطفال ببناء قصور وبيوت من الرمال! أجواء ستعشقها أيها الآدمي حتى الثمالة! أحاسيس رائعة يكفي أنك تشعر براحة وطمأنينة! يبدو أن عربتي المحملة بأفكاري وهمومي ورؤيتي للحياة قد أوشكت على التوقف، قبل أن أنهي حديثي الذي أتى من وراء النفس المثقلة بالحنين... سأختم بمقولتي التي أصبحت أرددها مؤخرا (لا تحزنوا على سنوات أعماركم التي فاتت، فالباقي أجمل، فحياتنا ليست أمرا مسلما به، بل هي غالية علينا ويجب إكرامها والحفاظ عليها، فالحياة أقصر من أن تعيشوها بغضب، ابتسموا فسبحان من جعل الابتسامة أقصر طريق لدخول قلوب البشر).