نظرت عبر الأعين فلم أجدهن إلا حيارى مذهولة , وفتشت الألباب فلم أستطع أن أخرج منها بشيء غير خشية ليتها كانت من رب البرية أعوام مضت ونحن نعيش في سراديب الجبن والضعف ونفسي التي مازالت في تواطئها مع الرذيلة مازالت في صراع مع الواقع والحقيقة آبية الإستسلام . ضربت بابن لادن الأمثال في شرف الرجل العربي المسلم , فما وجدته إلا خير مثال , وضربت به الأمثال في غرابة الأطوار والأفكار فلم أجده إلا خير مثال , وأخشى أن أحبه فأجد نفسي أعْتُل البنادق ضد من ارتبط عنقي وارتبطت ذمتي بولائهم .! وأخاف أن أكرهه فأجدني أحمل الذنوب في كل نسمة أستنشقها وتجري في أوردتي كوني أكره رجلاً مسلماً ذنبه الوحيد هو خير ماقام به المسلمون في عصر سجله التاريخ بعصر الإمبراطورية الأمريكية كنت ذات يوم أستمع للمفكر " لنفسه وقومه " تركي الحمد , الذي سُجل ضمن أكبر رؤوس الليبرالين الذين ينادون بالإنفتاح والحرية وحتى إغلاق حلقات القرآن الكريم بسبب تخريجها للإرهابيين المتشددين حيث لا مراقبة للحلقات , وجدتني أعجب به بالرغم من أني أكرهه , وأكره مايدعو إليه فوجدت نفسي متناقض في ذاتي لا أحب ولا أكره في نفس المَعْلم وأحب وأكره ذات البطانة . فيزداد تعجّبي منّي ! نفس الشيء حصل لي عندما أفرزت أول دمعة حينما رأيت تلك الحضارة البغدادية التي كانت تزداد تعاظماً عبر التاريخ تنهار في 3 ليال بسبب تصرفات الشهيد صدّام حسين الذي كرهته وأحببته في ذات الوقت ! . وأقسمت يومها أن آخذ بثأر العراق العظيم طال الزمان أو قصر وأن أُكِنّ كل العداء لهؤلاء الأمريكان والبريطان , لكني وجدت نفسي أجوب شوارع " لندن " وأداعب عيني بمغازلة حسناواتها , ووجدتني أخطط لإنهاء درجاتي العلمية العليا في كاليفورنيا , وهذا تناقض ! كبّرت وهللت كثيراً ورفعت الصوت "الصلاة جامعة " أوباما فاز أوباما الذي سيحرر فلسطين أوباما ابن عنترة بن شداد وحينما قدم إلى الشرق الأوسط وألقى خطابه التاريخي في جامعة القاهرة , كبرّت أخرى , ولكني بعد أيام وجدتني أبصق على صورته أينما أجدها أمامي بسبب خطابه التاريخي الآخر . " الخطاب التاريخي الموجّه لليهود " وهذا أيضاً تناقض ! أكاد أجزم أن عقلي لم يكن هكذا يوماً وأني لست الوحيد الذي يعاني من التناقض هكذا ! وأني الوحيد هكذا .! وأؤمن أن كل شيء مكتوب له أن يكون هكذا , وأجاهد ألا أجعله هكذا , ثم أرتكب الحماقات في ذات اليوم فيصبح هكذا ! فلا أعلم هل أسجل هذه النقطة ضمن التناقضات ؟ العالم أصبح في سطور , ولكني أجهله وأجهل الإجابة على كلمتيْ ذاك الطفل في المشفى قبال عيادة النفسية حين وجدت نفسي أشتكي إليه رغبةً مني فقط في أن أخرج مافي نفسي لأي شخص ظناً مني أنه لن يفهمني فقال لي : إما أنك أنت المتناقض ؟ أو أن العالم هو المتناقض ؟ - حذيفة مدخلي - مانشستر 9/7/1430