طوال 30 عاما الماضية شهد آسيويون بمنطقة حائل عيد الفطر المبارك، وتعلموا بعض عادات وتقاليد الأهالي في عيد الفطر، وحضروا دورة الفصول الأربعة في المنطقة، بقضاء العيد في فصول الصيف، والخريف، والشتاء، والربيع، ويعد الآسيويون أحد أقدم العمال في أرياف حائل الشمالية. محمد إسماعيل، وعثمان إبراهيم، من أوائل العمال من الجنسية الهندية الذين عملوا في قرية قناء (30 كيلومترا شمال حائل)، ويحظيان باحترام وتقدير الأهالي نظرا لقضائهما مدة طويلة بينهم، الأول عمل في الزراعة مدة 15 عاما، ليعمل لاحقا بائعا في تموينات تتبع كفيله، والثاني عمل نفس المدة تقريبا لدى أحد وجهاء القرية في تجهيز وإعداد القهوة العربية. ويوضح إسماعيل أنه قدم للعمل بحائل عام 1982م، وعمل في البداية مزارعا في قرية قناء، وقال "شهدت أول عيد فطر لي في المملكة بحائل، وهناك بون شاسع بين أول عيد والعيد الحالي، وما زلت أتذكر لمة الناس، كان المقيمون لا يعدون طعاما طوال أيام العيد بسبب تقديم أبناء القرية الطعام لهم، وكان الأهالي يخرجون للاحتفال بالعيد عصرا في موقع محدد، ويؤدون فنونهم الشعبية". وقال "ابني يعمل في المنطقة الشرقية حاليا، وأزوره من وقت لآخر، وهو أيضا يحرص على قضاء رمضان والعيد في المملكة لأن اجوائهما لها روحانية خاصة، وطوال مدة اغترابي حرصت ألا تتوافق إجازتي مع رمضان والعيد، فقضاؤهما في المملكة له بهجة خاصة". وأضاف "في مطلع الثمانينات كانت أرياف حائل ليس بها كهرباء، وكان خطيب صلاة العيد يعتمد على صوته فقط دون مكبرات، وقد شهدت عيد الفطر هنا في سنوات بفصل الصيف شديد الحرارة، وفي سنوات أخرى بفصل الشتاء، وبقية الفصول وأهالي القرى كانوا يستيقظون صباح العيد باكرا، ويقضون يومهم متنقلين بين الأهل، والجيران، والقرى المجاورة لتقديم التهاني بالعيد"، مشيرا إلى أن التواصل والعلاقة سابقا بين الناس كانت أفضل. وأبان عثمان إبراهيم أنه قدم إلى حائل عام 1981م، وعمل لدى كفيلة في إعداد القهوة والشاي، وتقديمهما للضيوف. وقال "صمت 31 عاما في المملكة، وأتذكر جيدا أول عيد قضيته في حائل، فكان الكل يعيش جو فرح وبهجة، ويقدمون لأداء صلاة العيد في مصلى القرية، ثم ينتقلون لتناول طعام الإفطار، وتبادل التهاني فيما بينهم، ويقضون يومهم متنقلين لتبادل التبريكات، وعقب العصر يخرجون للاحتفال بالعيد، ويقتسمون وجبات (أيام الأعياد الثلاثة)، الإفطار، والغداء، والعشاء، فكل وجبة في بيت أحد الأهالي". ويتذكر عثمان أن الأهالي كانوا يجتمعون نهارا، ويتبادلون الحديث، وفي الليل تنحسر الحركة، وينام الجميع، ولا يخرج الأطفال ليلا خوفا من الذئاب التي قد تهاجم حظائر الغنم في القرية. وأضاف عثمان "أفتقد كثيرا من أجواء العيد قديما، وأتذكر عددا كبيرا ممن غيبهم الموت من أهالي القرية، رحمهم الله.