يأتي عيد الفطر هذا العام مواكباً لمستجدات الربيع العربي الذي اطاح بثلاثة رؤساء دول عربية هي تونس ومصر وليبيا، بينما تواصل اليمن وسوريا مطالبتهما باسقاط النظام فيهما نظراً للاستبداد والفساد واستخدام آلة القتل والتدمير ضد المواطنين العزّل وفي هذه الصور ملامح جديدة للاحتفال بالعيد لكن بشكل على غير المعتاد سالفاً، حيث يلوّح المحتفلون بحرق صور بشار الاسد وعلي عبدالله صالح، بينما ترفرف اعلام مصر بعد سقوط مبارك. وعلى الرغم من تشابه عادات المسلمين في البلدان العربية والإسلامية خلال عيد الفطر المبارك إلا أن لدى بعض الشعوب والدول عادات تختص بها دون غيرها، وإن كانت صلاة العيد وزيارات الاقارب وصلة الرحم واحدة في الدول الإسلامية لأنها صادرة من تعاليم الدين الحنيف، إلا أن لكل دولة طريقة مختلفة بعض الشيء في ممارسة مثل هذه العادات والتقاليد. ففي السعودية تبدأ مظاهر العيد قبل العيد نفسه، حيث تبدأ الأسر بشراء حاجاتها من ألبسة واطعمة وغيرها ويتم الإعداد للحلويات الخاصة بالعيد في بعض المناطق مثل الكليجة والمعمول، كما تقوم ربة البيت بإعداد المنزل وتنظيفه وترتيبه برغم أنه في الغالب يكون مرّتباً لكن ذلك يعدّ من ضرورات العيد ومع أول ساعة من صباح العيد يتجمّع الناس لصلاة العيد التي تجمعهم في احيائهم الخاصة، حيث يقومون بعد اداء الصلاة بتهنئة بعضهم البعض في المسجد وتقديم التهاني الخاصة مثل "عساكم من عواده" وبعد ذلك يذهب الناس إلى منازلهم استعداداً للزيارات العائلية واستقبال الضيوف من الأهل والاقارب وتعدّ الولائم وتعقد الجلسات العائلية الموسعة. أما في السودان بعد منتصف رمضان يقوم البيت على قدم وساق للاستعداد للمناسبة العظيمة حيث تعدّ اصناف الحلوى وألوان الكعك بكميات كبيرة تكفي الزائرين الذين يتوافدون بعد صلاة العيد التي تؤدى في الساحات قرب المساجد التي يشهدها الجميع، حيث يتبادلون التهاني ويحلل بعضهم بعضاً ويتجاوزون عما سلف وكان في السابق ثم يتوافد رجال الحي في كثير من القرى إلى منزل أحد الكبار أو أي مكان متفق عليه، كل يحمل افكاره ثم يخرجون جماعات لزيارة المرضى وكبار السن وكذلك تفعل النساء والاطفال حيث يقضون نهار اليوم الأول في الزيارات والتهاني للجيران قبل أن ينطلق الجميع بعد الغداء في الاحياء الاخرى وتستمر الزيارات طوال الأيام الأولى من شهر شوال، حيث تنظم الرحلات العائلية والشبابية ويقضي الجميع أوقاتاً جميلة مع بعضهم البعض على ضفاف نهر النيل ويحرص كثير من السودانيين المقيمين في المدن على قضاء عطلة العيد في قراهم ومرتع صباهم بين الأهل. وفي الإمارات: توضع الحناء على أيدي البنات والسيدات ويتم تجهيز الملابس الجديدة للاطفال، ويتم تجهيز طعام العيد خاصة اللقيمات والحلوى، كما توضع كميات من الفاكهة في المجالس لاستقبال الضيوف وفي مقدّمة ذلك كله التمر والقهوة والشاي، أما في المدن فالاستعدادات متشابهة لكن الصلاة تكون في مصلى العيد وهو مفتوح ايضاً وبعد صلاة الظهر ينطلق الاطفال والأسر بشكل عام نحو الحدائق والمتنزهات للابتهاج بهذا اليوم. أما في العراق فتبدأ مظاهر عيد الفطر عن طريق نصب المراجيح والالعاب للاطفال، أما النساء فيقمن بتهيئة وتحضير "المعمول" بأنواع حشوها المتعددة أما بالجوز المبروش أو التمر أو السمسم والسكر والهيل ويقدّم للضيوف مع الشاي وبعض قطع الحلوي. وتبدأ الزيارات العائلية عقب تناول الافطار بالذهاب إلى بيت الوالدين والبقاء هناك لتناول طعام الغداء ثم معايدة الأقارب والارحام والاصدقاء. وفي سوريا، يبدأ العيد باكراً بعض الشيء حيث تنصب المراجيح والألعاب الاخرى الخاصة بالاطفال في الحدائق العامة وامام بعض المنازل كما تشتري الاسر ملابس العيد الجديدة في الأيام الاخيرة من رمضان مما يؤدي إلى اكتظاظ كبير في الأسواق، كما يحرص الناس على شراء الحلويات الخاصة بالعيد ومع أول أيام العيد يصلي الكثير من أهل دمشق في المسجد الأموي، كما يصلي الآخرون في المساجد الاخرى. وفي اليمن تبدو مظاهر العيد في اليمن في العشر الأواخر من رمضان الكريم حيث ينشغل الصغار والكبار بجمع الحطب ووضعه على هيئة أكوام عالية ليتم حرقها ليلة العيد تعبيراً عن فرحتهم بقدوم عيد الفطر وحزناً على وداع شهر رمضان المبارك، ونجد أهل القرى في اليمن ينحرون الذبائح ويوزعون لحومها على الجيران والاصدقاء والجلوس في المجالس طيلة أيام العيد لتبادل الحكايات المختلفة، أما في المدن فيذهبون لتبادل الزيارات العائلية عقب صلاة العيد. وتختلف عادات العيد في اليمن بين المدن والقرى، حيث تأخذ هذه العادات في القرى طابعاً اجتماعياً واقامة الرقصات الشعبية والدبكات فرحاً بقدوم العيد.