استبدل أهالي الجوف عادة الإفطار بالمساجد التي كان يتميز بها الأهالي قبل 30 عاما بوليمة الإفطار، التي ما زال الكثير منهم يتمسكون بها خاصة كبار السن، حيث يدعون الأصدقاء والأقارب وجيرانهم لتناول الإفطار بمنازلهم. يقول علي الضويحي 70 عاما: إن وليمة الإفطار عادة قديمة لأهالي الجوف، تميزوا بها منذ عقود، وبدأت هذه العادة من المسجد قبل 30 عاما، حيث كان أهالي الحي جميعهم يجتمعون في رمضان بالمسجد، وكل منهم قد أحضر من منزله مايستطيع من: الجريش والتمر والأرز والخبز، ثم يجتمعون بالمسجد ويفطر جميع أهالي الحي، وبعد أن تحسنت أحوال الناس تغيرت عادة المسجد وتحولت لوليمة الإفطار بالمنازل، حيث يدعو أحد أهالي الحي بقية الحي لتناول الإفطار بمنزله، وكان منذ أعوام يمر الشهر كاملا لايفطر الأهالي بمنازلهم، ففي كل يوم تجد الإفطار عند بيت من بيوت الحي. ويضيف مع كثرة المشاغل، وتوسع السكان بدأت هذه العادة بالاندثار، إلا أنه ما زال البعض خاصة من كبار السن يتمسكون بها، ويعدون سنويا وليمة إفطار يدعون لها الأصدقاء والأقارب وأهالي الحي لتناول الإفطار لديهم. وبين أحمد العلي 80 عاما، أن مائدة الإفطار في الولائم ما زالت تحافظ على هويتها منذ عشرات السنين، فهي لم تتغير مع تنوع العادات والمأكولات، وهي عبارة عن تقديم التمر والماء واللبن والشربة الساخنة للصائمين قبل صلاة المغرب، والبعض يضيف السلطات واللقيمات للمائدة، ويتناول ذلك المدعوون قبل صلاة المغرب، وبعد صلاة المغرب يعود المدعوون لمنزل الداعي، ويقدَّم لهم الأرز واللحم، ويطلق عليه (المفطح) ليتناوله الصائمون ثم يغادرون منزله قبل صلاة العشاء. كما يتميز شباب الجوف بعادة الإفطار الجماعي بالاستراحات وخارج المدينة، حيث يجتمعون ويحضر كل منهم طبقا من الطعام لتجتمع مائدة الإفطار ويتناولونه سويا.