برغم ما تعج به موائد رمضان من أصناف المأكولات الحديثة الشرقية منها والغربية إلا أن الأكلات الشعبية فرضت نفسها على موائد أهالي منطقة الباحة خلال شهر رمضان للذة طعمها وما تحتويه من فوائد غذائية بسبب مكوناتها الطبيعة، إضافة إلى حنين كبار السن لها وتطلع الشباب لمعرفة بعض أنواع العادات والتقاليد والأكلات الشعبية القديمة. حيث يؤكد في السياق ذاته عطية الزهراني قائلاً " الأكلات القديمة لا أحد يستطيع أن يستغني عنها بالرغم من انتشار الأكلات الحديثة بدليل أن هناك مطاعم متخصصة في طبخ الأكلات القديمة التي تجد إقبالا كبيرا من كبار السن والشباب على حداً سوء " مضيفاً أن ربات البيوت يتنافسن على إعدادها وجعلها الطبق الرئيسي على مائدة الإفطار. ويرى محمد البيضاني أن السنوات الأخيرة شهدت عودة قوية للعادات والتقاليد القديمة في جميع جوانب الحياة ورمضان على وجه الخصوص الذي يشهد تسابقا في تقديم الأكلات الشعبية بمختلف أنواعها مثل " خُبزة الملة والعصيدة والعريكة والدغابيس" التي هي من أبرز المأكولات الشعبية المقدمة في رمضان وتجد إقبالاً كبيراً. ويؤكد غرم الزهراني أن الأكلات الشعبية تعتبر من الأكلات التي تميز الموائد الرمضانية التي لا يخلو منها أي منزل وخصوصاً أنها تتميز بمذاق طعمها؛ حيث تحرص ربات البيوت على أن تكون متوافرة بشكل يومي على المائدة، وغالباً ما يتم تقديم مثل هذه الأطعمة خلال شهر رمضان لما تحمله هذه الأكلات من طابع شعبي تميز به الشهر الكريم. ويشير عبدالله الغامدي إلى أن كبار السن يشددون على التمسك بأكلاتهم الشعبية ويجعلون لها الصدارة على موائد إفطار رمضان؛ حيث يعتبرها الكثير من المطالب الأساسية لهذا الشهر الكريم في جميع مناطق المملكة، ولكن تختلف من منطقة إلى أخرى. ويشدد حسن على الغامدي على أنه برغم تغير الزمن وتغير الأطعمة كذلك كان الناس في الماضي يقدمون ما تيسر من المأكولات الشعبية التي تعتمد على منتوجهم الزراعي بينما في الوقت الحالي كل بيت لا يخلو من توفير المأكولات من كافة الأنواع والأصناف، وأصبح رمضان له ميزانية معينة، مشيراً إلى أنه أصبح هناك رجوع للأكلات الشعبية في الآونة الأخيرة لاحتوائها على مكونات طبيعية من القمح والخضر واللحم والتمر وخصوصا وأن الكثير لم يعد يقبل تلك الأطعمة الحديثة بسبب انتشار مرض السكر وغيره، ويقول سعيد صالح الزهراني في ظل انتشار الأكلات الشعبية خلال شهر رمضان بدأت بعض ربات البيوت غير العاملات في تجهيز هذه الأطعمة وبيعها على ربات البيوت الأخريات اللواتي بدأن في الإقبال على شراء هذه الأكلات، خصوصاً أن هذه الأكلات تتميز بصعوبة طبخها وكثرة تكاليف موادها الأولية.