تخلى بعض الأحسائيين عن أحد أبرز الأكلات الشعبية في الأحساء، التي اشتهرت بينهم بمذاقها اللذيذ وفوائدها الصحية، وإذا كان الإحسائيون لا يزالون محافظين على هذه الأكلة خصوصاً في شهر رمضان المبارك، إلا أن عبد العزيز المرهون يشعر بالأسى لعدم تناولها، وعزا ذلك إلى "ظروف الدراسة" التي أجبرته على قضاء رمضان خارج المملكة. ويؤكد المرهون أن "الهريس .. أحد أبرز الأكلات الشعبية في الأحساء، إذ يحتوي على فوائد صحية جمة إضافة إلى مذاقه اللذيذ ذات"، مشيرا إلى أن الأحسائيين يحافظون دوما على أن تكون مائدة رمضان على هذه الأكلة. ويعد البيت الحساوي (الهريس) من مكونين رئيسين هما القمح واللحم المبهر، ويذكر المرهون أنه "يتم طبخ القمح واللحم المحتوي على البهار معاً ويتركان حتى ينضجا ثم يتم هرس اللحم مع حب القمح عن طريق قطعة خشبية تسمى (المضرابة)، حتى تختلط ثم يضاف له الدهن البقري، الذي يكسبه نكهة خاصة، ليتم تقديمه بعد ذلك مع وجبة الإفطار والسحور". ويذكر رفيقه في البعثة ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين ناصر الناصر أن الأحساء تشتهر بأكلات شعبية تتوارثها الأجيال عبر السنين ومنها الثريد، الذي يعد أحد الوجبات الرسمية على الموائد الأحسائية، مضيفا "يتكون الثريد من خبز الرقاق المستخرج من قمح البر، الذي يعجن ويخبز على صفيحة من الحديد تسمى (تاوه) وتوضع هذه الرقائق بعد خبزها وتقطيعها في إناء به المرق واللحم والخضار المطبوخ معا، ويقدم على مائدة الإفطار والسحور". ويشير علي الكفيل إلى أن الأكلات الشعبية التي تشتهر بها المائدة الاحسائية كثيرة ومن أمثلتها: المراصيع أو (المبهر) وتعمل من عجينة البر، تضاف لها البصل والبهارات، ويتم مزجها جيدا، ثم تخبز على شكل دوائر صغيرة ، وتوضع على الصاج حتى تنضج، مؤكدا أن "البعض يفضل سكب العسل عليها، وآخرين يفضلونها بدبس التمر من نوع (الخلاص)"، ويتم تناول تلك الوجبة أيضا مع وجبة الإفطار والسحور بجانب الجريش. وتحرص المرأة الأحسائية على إعداد مائدة غنية بكثير من الأكلات الشعبية أو التي تشتهر بها الأحساء مثل : المفلق، والمرقوق، والساقو ، والعصيدة ، وغيرها من الأطباق التي يختص بها شهر رمضان المبارك. ويؤكد الناصر أن مدن الأحساء وقراها تتزين في الشهر الكريم بكثير من الأصناف الشعبية الأخرى كبائعي الكبدة مع بعض والبليلة ، والباجلا ، وحبيبات الذرة الذهبية، إضافة إلى العصائر وبخاصة الليمون الحساوي المشروب المفضل لدى الأحسائيين، وغيرها من العصائر الشعبية القديمة المتعارف عليها، والتي تلاقي إقبالاً من الكبار والصغار. وإذا كان المرهون والناصر يتشوقان للمائدة الأحسائية فإن اخصائي التغذية يطالبون الجميع وبخاصة مرضى السكر والضغط وأصحاب السمنة ب "الاعتدال في الطعام والبعد عن الأطعمة التي تحتوي على سعرات حرارية عالية، أو المشبعة بالدهون". وكانت الجمعية السعودية للسكر والغدد الصماء حذرت في وقت سابق من الزيادة الملحوظة في أوزان الصائمين خلال شهر رمضان، وقدرتها بحوالي 5 كيلو جرامات، وطالبت بتبني أنماطاً صحيّة وغذائية خلال هذا الشهر. ودعت الجمعية أفراد المجتمع الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة ومرض السكري إلى تبنى السلوكيات الصحية والغذائية خلال شهر رمضان، للتخلص من الوزن الزائد، وتنظر الجمعية إلى إن هذا الشهر المبارك فرصة ذهبية لإنقاص الوزن وتحقيق الكثير من الأهداف الصحية . وأرجع رئيس اللجنة العلمية بالجمعية الدكتور عبدالعزيز الملحم أسباب زيادة الوزن إلى "عدم ممارسة أية تمارين رياضية في شهر رمضان، وزيادة تناول الأطعمة المقلية والدسمة والحلويات والمشروبات والعصائر المحلاة والمكسرات خلال الشهر". وحث الى تناول الأغذية الصحيّة قليلة الدسم والأطعمة المتوازنة منخفضة المحتوى بالدهون والسعرات الحرارية، لتجنب زيادة الوزن. يذكر ان لجنة التثقيف الصحي ركزت على تعديل إعداد الأطعمة والوجبات الرمضانية للعائلة السعودية وجعلها قليلة الدسم والسعرات ومتوازنة وغنية بالألياف الغذائية ومعتدلة المحتوى بالنشويات وملح الطعام، إذ يساعد هذا على المحافظة على مستويات سكر الدم وضغط الدم والدهنيات ضمن المعدلات الطبيعية، كما يساعد في تجنب زيادة الوزن خلال شهر رمضان والتخلص من بعض الوزن الزائد.