يتميز العيد في منطقة الباحة بالأكلات الشعبية بالرغم من وجود الوجبات السريعة والحديثة، إلا أن الأهالي اعتادوا على أن يكون يوم العيد مختلف حتى في الأكلات، حيث تتسابق ربات البيوت وكبار السن المحبون لهذه الأكلات في إعداد الوجبات الشعبية المختلفة أيام المناسبات والأعياد، حيث يفتقدها الأبناء والنازحون إلى المدن، وتكون محل طلبهم واهتمامهم في أيام العيد، عند عودتهم إلى قراهم للاحتفال به. الخبزة وأخواتها خالد الزهراني من الشباب الذين حرصوا على قضاء العيد مع الأهل في منطقة الباحة، يقول: الجميع بلا استثناء يحرصون على إحياء ذكريات هذه الأكلات الشعبية، وخاصة بعد أن اندثرت في ظل المدنية وبوجود الوجبات السريعة والمطاعم المختلفة، فتأتي أكلة “الخبزة” التي اشتهرت بها المنطقة على رأس هذه الأكلات المحبوبة، والتي تعتبر حقوق صناعتها محفوظة لنساء المنطقة بوجه عام، وتعد في وزنها وحجمها الأكبر عالميا، إذ تزن بين 30 و40 كجم وهناك أيضًا المثرية، والقرصان، والمقطّعة، والدغابيس. ويقول العم صالح الزهراني وهو من الذين عاصروا الماضي والحاضر: إن أسلوب المعايدة في الماضي يتمثل في المرور على أهالي القرية جميعًا بيتًا بيتًا لتفقد أحوال أهالي القرية والتواصل معهم عقب صلاة العيد مباشرة، يتقدمهم عريف القرية. أما جيل الشباب فيفضل البقاء في المنازل، يخلدون إلى الراحة والنوم، ومن ثم الالتقاء بأقرانهم ليلًا. الماضي والحاضر ويشير العم صالح إلى أن الأهالي قديما كانوا يفضلون الأكلات الشعبية صباح العيد، وهناك عبارات يرددها الأهالي عند دخولهم أي بيت يوم العيد ومنها: «من العايدين» و«عيدكم مبارك» ومن ثم يتناولون الطعام، ويقولون: «عاد عيدكم» وأهل البيت يردون: «وعيدكم يعود» ثم ينتقلون إلى البيوت الأخرى وهكذا حتى آخر بيت في القرية. أما ضيف الله عطية فيقول: اليوم أصبحت حلوى العيد هي سيدة الموائد خلال الأعياد، حيث باتت مرتبطة به ارتباطًا وثيقًا، وقد تزايد الإقبال على محلات بيع الحلوى بمناسبة عيد الفطر المبارك، فبعد أن كانت الأكلات الشعبية تتصدر موائد العيد، أصبح الاقبال على الحلويات والمكسرات كبير لتقديمها في تلك المناسبة للضيوف، بدلًا من الأكلات الشعبية التي عرفناها عقودا طويلة.