يدور في خلدي سؤال: ما هو مقياس نجاح الصيف؟ هل هو إقبال المصطافين، أم كمية الفعاليات المقامة، أم أسعار الخدمات أم جهود البلدية في جعل المنطقة مثالية أو أقرب للمثالية من ناحية النظافة والبيئة الصحية؟ إن كان ما سبق هو الترمومتر لصيف ناجح، فيِؤسفني أن يكون الرد على المسؤولين عن السياحة بقولنا "صيفنا أثقل كواهلنا وأساء لصحتنا وبيئتنا". عندما نلقي نظرة على أحد المتنزهات نشعر أن عمال البلدية والنظافة في إجازة، نفايات هنا وهناك، نظافة شبه معدومة. حتى حاويات النظافة يتعب المصطاف في البحث عنها ليضع ما لديه بها. وإن نظرنا للمشاريع المستأنفة في فصل الصيف أو الخامدة حتى حلول الصيف أو المتعثرة نقول يبدو أن العمال في سبات إلا في وقت الإجازات الصيفية. قد يتحمل المصطاف بعض اللوم والعتب، أين ثقافة الحفاظ على البيئة؟ فلو وضع في كل مساحة معينة حاوية ليضع المصطاف نفاياته بداخلها.. الاتكالية والاعتماد على العمالة هذا ما جعل الأوضاع أكثر سوءا. المقال ليس لوضع إصبع الاتهام على جهة دون أخرى ولا على أفراد دون غيرهم، نشعر بالحسرة والأسف عندما نشاهد مسطحات خضراء وقد غطتها النفايات أو مشاريع طال أمد إكمالها أو لم تقم إلا في الصيف، وحفريات، ومجار مكشوفة و.. و.. والقائمة تطول. نشعر بالأسى إن قيل نضع أموالنا في غير مكانها أو لو كان الصيف في غير هذا المكان لكان أفضل.. نعم الإشادة ترفع المعنويات لكن الإسراف فيها يسبب تخدير النشاط وخموله، لذا لا بأس من نقد طفيف ينفض التقصير ويبدد التقاعس.. فالمسؤولون لا يحتاجون منا إلى تمجيد وتعظيم أو هذا المفترض بل إلى إرشاد وتوجيه ..نريد صيفاً يشرفنا أفراداً ومؤسسات فتطلعاتنا أكبر مما هي على أرض الواقع.