لا تزال مدينة الورد تصحو كل صباح على روائح النفايات والمخلفات بسبب تهاون بلدية الطائف مع متعهدي النظافة، خاصة أنه سبق طرد المتعهد الأول بالنظافة لإخلاله ببنود العقد وإحلال متعهد جديد، غير أن الحال ازداد سوءا في ظل توافد أعداد كبيرة من الزوار والمصطافين الذين أبدوا انزعاجهم من تردي مستوى النظافة داخل الأحياء وأمام المحال التجارية إلى أن طالت النفايات والأوساخ كثيرا من الحدائق الترفيهية بالمحافظة. “شمس” قامت بجولة ميدانية في عدد من أحياء المحافظة والأسواق أمس وشهدت انتكاسة جديدة للمنظر الحضاري للمحافظة بسبب أطنان النفايات المتراكمة أمام المحال التجارية وأبواب المنازل والشوارع العامة، ورصدت آراء المواطنين وأصحاب المحال التجارية في الواقع المتردي لخدمات النظافة، حيث أبدى هلال فيحان العتيبي وربيع تراحيب وعبدالله عيد الروقي، من سكان حي الواسط شمال المحافظة، أسفهم الشديد لما يشاهدونه من تراكم النفايات داخل الحي، وأجمعوا على أنهم لم يشاهدوا عمال البلدية منذ دخول فترة الصيف لتفريغ الحاويات التي عبئت، مما يضطرهم إلى إلقاء المخلفات على الأرض. وفي تصرف حضاري يدل على حجم الكارثة البيئية، قام موسى قليل وتركي البقمي وأبو عادل السلمي، من سكان حيي ريّحة ورحاب، بتأمين سيارة اتفقوا فيما بينهم لتعود ملكيتها للحي خاصة الذي شهد سابقا كارثة وبائية في ظل انقطاع متكرر لعربات البلدية لنظافة الحي، وأمّنوا لسيارتهم عاملين من جنسية أجنبية للقيام بتفريغ بعض الحاويات من المكبات والقمامة ووضعها بالسيارة المخصصة للحي ونقلها بعيدا عن الحي، فيما طالبوا المسؤولين في بلدية الطائف بتوفير حاويات إضافية داخل شوارع الحي وأمام المنازل، وأكدوا أن جميع الحاويات قديمة ومهترئة لم يسبق للبلدية تجديدها منذ سنوات. نفايات أمام المحال التجارية من جانبهم، اتفق عدد من أصحاب المحال التجارية والمطاعم بالطائف على أن الزبائن يطالبونهم بإيجاد حل لإزاحة النفايات بعيدا عن أبواب محالهم لكي يتسنى لهم التسوّق دون مضايقات الروائح والأوساخ والأتربة المتراكمة عند أبواب المحال وتسرب المياه، وأكدوا أنهم طالبوا البلدية بسرعة التدخل السريع لتوفير حاويات كبيرة تستوعب كميات كبيرة من المخلفات والكراتين وبقايا المواد وفضلات الطعام غير الصالحة، لأن ذلك تسبب في عزوف بعض الزبائن عن الشراء من محالهم. تشغيل العمالة الهاربة وكشفت مصادر ل”شمس” أن المتعهد الجديد لم يلتزم ببنود العقد في توفيرعدد أكبر من حاويات النفايات، إضافة إلى عدم توفير عربات جديدة لنقل النفايات خلافا للعربات القديمة التي كثرت أعطالها وغير مهيأة للعمل. أزمة صحية وعلى الصعيد الطبي أكّد المسؤولون في الصحة أن تراكم النفايات يسهم بشكل كبير في توفير بيئة صالحة لتراكم الجراثيم من مختلف الأنواع والتي تُسبب التيفوئيد، الدوسنتاريا، والجمرة الخبيثة، وأشاروا إلى أن الذباب والبعوض ناقلان للأمراض الوبائية التي تنتج عن تراكم النفايات وفضلات الطعام والأوساخ أمام المنازل والأحياء والمناطق العامة لتجمّع الناس، وأشار مصدر بصحة الطائف إلى أن النفايات تشكّل قلقا صحيا على الإنسان لأنها تهيئ الفرص المُناسبة لنقل وسُرعة انتشار الذباب المُسبب لمرض الليشمانيا المؤدي إلى التشوهات، لافتا إلى إمكانية تسبب تراكم النفايات في الإصابة بمرض حمى الضنك وذلك بحسب وضعية النفايات ومجاورتها للماء وغيره خصوصا مع ارتفاع درجات الحرارة هذه الأيام. وحذر المصدر من حدوث أزمة صحية لأهالي الطائف ستتفاقم إن لم تُتخذ إجراءات سريعة وناجحة لمُعالجة تراكم النفايات بهذا الشكل اللافت، وتكثيف الدور الرقابي والإشرافي من قبل الجهات المُختصة.