يصر بعض الطلبة السعوديين المبتعثين خارج البلاد على ارتداء ملابس ذات دلالة على ثقافة المملكة بدافع الحنين للوطن، ومنها على سبيل المثال الزي العربي السعودي المتمثل بالثوب والشماغ والعقال. "الوطن" بدورها جالت بين أطياف أولئك المعتمرين للزي السعودي، واستطلعت أسباب ارتدائهم له وردود الفعل من قبل سكان أستراليا وزملائهم حول ذلك. يقول نايف بن عبود إنه يفضل لبس الزي العربي السعودي بمقر بعثته في أستراليا، وذلك في فترات متفاوتة، فأحيانا يرتديه أثناء تأديته صلاة الجمعة، وأحيانا أخرى في مناسبات رسمية سواء داخل الجامعة المبتعث إليها أو أثناء لقاءات المبتعثين السعوديين التي ينظمها النادي السعودي بولاية غرب أستراليا. ويشير ابن عبود إلى أن الزي السعودي لقي استحسان وإعجاب بعض الطلبة من جنسيات مختلفة حيث طلب أحد زملائه من البرازيل زيا مماثلا، في الوقت الذي كثيراً ما يتعرض إلى استيقاف بعض الأهالي له والتقاط صور تذكارية معه. بدوره قال الطالب المبتعث على حسابه الخاص بجامعة كيرتن أحمد الأحمدي إنه واجه صعوبة في بداية فترة ابتعاثه من ناحية ارتدائه للزي الأجنبي مرجعا السبب إلى صعوبة الحركة للجسم بعكس الثوب الذي يحس أثناء ارتدائه بأريحية الحركة قال الأحمدي إنه طلب من عائلته بالمدينة المنورة إرسال بعض الثياب له عن طريق بعض زملائه الموجودين بالسعودية لقضاء إجازة منتصف السنة لكي يكون لديه فرصة في ارتداء أكثر من ثوب. من جانبه قال الطالب محمد عبد القادر، إن الطلاب السعوديين يحرصون على ارتداء الزي الوطني في مناسبات الاحتفالات باليوم الوطني السعودي، بهدف تعريف الآخرين بالثقافة السعودية، مشيراً إلى أن كثيرا يغتنمون هذه الفرصة للاستفسار عن كثير من مكونات الثقافة المحلية، وسبب ارتداء اللون الأحمر على سبيل المثال للشماغ، واللون الأسود للعقال، وهكذا، وحول المواقف الطريفة يقول عبد القادر، إنه من أطرف المواقف هو نظرات الأطفال باستغراب شديد لمن يرتدي الزي السعودي في الأماكن العامة، وخاصة وسائل النقل كالباصات والقطارات، مشيراً إلى أن بعضهم يتقدم إليه ويستفسر عن سبب ارتدائه هذا الزي، في الوقت الذي يعتقد بعض أنه ذاهب إلى حفلة تنكرية. ويشير الطالب مشعل المطيري إلى أن الطلبة السعوديين يحرصون على ارتداء الزي الرسمي المحلي في عيدي الفطر والأضحى، واليوم الوطني للملكة العربية السعودية، لافتاً إلى أن أغلب المبتعثين يحرصون على جلب الثياب والشمغ معهم من المملكة خصيصاً للمشاركة في مثل هذه الفعاليات، في الوقت الذي تطلب بعض المعاهد من الطلاب ارتداء زيهم الوطني في أيام معينة بهدف الحديث عن الثقافة المحلية لكل طالب، والتعريف بالثقافة المحلية، ويتضمن ذلك الأطعمة الشعبية، والموسيقى المحلية، والأدب والفنون، والتي تشكل مزيجاً يدخل ضمنه الزي الوطني.