يتساءل الكثير من طلاب المرحلتين الثانوية والمتوسطة لماذا لا نلبس العقال في المدارس؟ ويتردد السؤال خاصة بين طلاب المرحلة الثانوية الذين لا يتخلون عن لبس العقال إلا عند ذهابهم إلى المدارس فقط. وأكد عدد ممن التقت بهم "الوطن" من الطلاب أنهم لا يعرفون سبب منعهم من لبس العقال في المدارس, وإنما اعتادوا ألا يلبسوا العقال عند ذهابهم للمدرسة بالرغم من أنه شعار وطني يعتزون به ويتمنون أن يسمح لهم بارتدائه في المدرسة. وقال ياسر البراق بالصف الأول الثانوي إنه منذ أن التحق بالمدرسة في الصف الأول كان يحلم بأن يحضر إليها مرتديا الشماغ السعودي والعقال إلا أنه وجد أن جميع الطلاب لا يلبسونه ولم يسأل عن سبب ذلك طوال سنوات دراسته ولم يحاول إحضاره لكنه كان يتوقع أن تعاقبه إدارة المدرسة على إحضاره. وبين أنه يوشك أن ينهي دراسته الثانوية وهو لا يعلم سر منع الطلاب من لبس العقال في المدارس. وذكر عبدالماجد النفيعي بالمرحلة الثانوية أن العقال رمز وطني يفتخر به أبناء دول الخليج العربي لكنه يستغرب من عدم نشر ثقافة لبس العقال في مدارس التعليم العام. وقال: كان من المفترض أن يسمح للطلاب بالحضور للمدارس بالزي السعودي كاملا مشيرا إلى أن بعض الطلاب لا يفارق العقال رؤوسهم إلا فترة وجودهم في المدارس. وبين أن طلاب المرحلة الثانوية لا يختلفون عن طلاب الجامعة كثيرا الذين يسمح لهم بارتداء العقال في الجامعة. أما الطالب نايف الغامدي بالمرحلة المتوسطة فتساءل عن سر عدم لبس البعض من كبار السن للعقال وخاصة بعض معلمي التربية الإسلامية في المدارس وإمام المسجد والقضاة مشيرا إلى أنه لم يجد إجابة لهذا التساؤل في مدرسته, إلا أنه يدرك تماما أن لبس العقال ليس محرماً، ولكنه يرى البعض يتحاشون لبس العقال وكأنه أمر محرم. وبين أنه كان يتمنى أن يلبس العقال في المدرسة ولكن لم يتحقق له ذلك وقد حضر يوم تسليم النتائج لابسا العقال وكانت نظرات المعلمين والطلاب تلاحقه وكأنه شخص غريب وليس من طلاب المدرسة. "الوطن" وضعت تساؤلات الطلاب أمام مدير الإعلام التربوي والعلاقات العامة في الإدارة العامة للتربية والتعليم للبنين في محافظة الطائف عبدالله بن عيضة الزهراني, فقال لا توجد أي تعليمات من وزارة التربية والتعليم بمنع لبس الطلاب للعقال في المدارس, والعكس هو الصحيح لأن التعليمات تنص على ضرورة التقيد بالزي الرسمي الوطني، وهذا ما يحدث فعلا, إلا أن لبس العقال من قبل الطلاب أمر لم يكن موجودا منذ عقود من الزمن وهؤلاء التربويون الذين يقودون العملية التربوية في المدارس اعتادوا منذ أن كانوا طلابا على أن الطالب لا يحضر العقال للمدرسة. وأشار إلى أن ذلك ربما كان اجتهاداً من بعض المدارس وإدارات التعليم آنذاك لكي لا يكون العقال وسيلة في يد الطلاب أثناء المشاجرات أو لعدم زيادة أعباء على أولياء الأمور أو إشغال الطالب في الصف، وذكر أن الطلاب حاليا يلبسون العقال في احتفالات اليوم الوطني والأنشطة الختامية ولو حضر طالب إلى المدرسة مرتديا العقال لن يمنع من ذلك، ولكن الطلاب اعتادوا على عدم لبسه في المدارس.