خرج مئات الآلاف من اللبنانيين قبل عام إلى الشوارع للاحتجاج على الضرائب والأزمة الاقتصادية المتدهورة بسرعة، مما ولد حركة، تدين مؤسسة سياسية بأكملها دفعت لبنان لعقود إلى الانهيار. ولكن اليوم ومع تكاثر الأزمات وغوص البلاد في حالة من عدم اليقين والفقر، يبدو أن الاحتجاجات قد تلاشت. حيث ذكر تقرير من Associated Press، أن الغضب الواسع من الانفجار المدمر في ميناء بيروت في 4 أغسطس، والذي تم إلقاء اللوم فيه على إهمال الحكومة، فشل في إعادة إشعال الحركة، وأن هذا يدحض كلام من يعتقدون أن الانتفاضة الشعبية وحدها هي التي يمكن أن تحدث التغيير في لبنان، ويؤكد أنه من الصعب إسقاط نظام تقاسم السلطة في لبنان القائم على الطائفية. فشل الاحتجاجات فشلت حركة الاحتجاج في تقديم قيادة صلبة، نظرا لتجنب المتظاهرين الدعوات للقيام بقيادة وعدم اختيارهم لأشخاص محددين، حيث كانوا قلقين من إمكانية استهداف القادة أو إشراكهم. ويرى بعض الخبراء أن المطلب الرئيسي للمتظاهرين غير واقعي - تم تجسيده في الهتاف، «كلهم يعنيهم جميعًا» ، مما يعني أنه يجب على جميع السياسيين في المؤسسة التنحي. كما قال المدير التنفيذي لمقر نيويورك والمركز الأكاديمي في المؤسسة اللبنانيةالأمريكية، نديم شحادة، إن ذلك عالج القضية الخاطئة وكان «تخفيفًا للمشكلة» حركات سياسية يجادل البعض بأن الاحتجاجات فقدت زخمها بسبب تحركات النخبة السياسية لاختطاف الحركة وإضعافها. حيث قوبل المتظاهرون بالعنف والاعتقال والترهيب. ويقول آخرون إن اللبنانيين أصبحوا مخدرين بسبب عدم الكفاءة والفساد بين الطبقة السياسية. كما أن التمرد ضد الوضع الراهن يعني كسر شبكة المحسوبية الطائفية التي ترعاها النخبة الحاكمة، والتي يستفيد منها الكثير من السكان المنقسمين، لذا يلقي البعض باللوم على الفصائل الأخرى في مشاكل البلاد أو يخشى التغيير أن يمنح طائفة أخرى سلطة عليها - وهو الخوف الذي يغذيه السياسيون بفارغ الصبر. الأحزاب السياسية زعمت الفصائل السياسية الحاكمة بشكل عام أنها تدعم أهداف المتظاهرين المتمثلة في الإصلاح ووضع حد للفساد، وغالبًا ما يصورون المتظاهرين على أنهم عملاء لعدم الاستقرار. حيث دعا وزير الخارجية الأسبق جبران باسيل «للانضمام إلى حزبه في تشكيل برنامج التغيير، لكنه حذر أيضا من أن اللبنانيين مهددون ب «غسل دماغ» ثورات «ملفقة وممولة من الخارج». كما قام أنصار حزب الله المدعوم من إيران بإعاقة الجهود لتشكيل حكومة أكثر إصلاحية منذ انفجار الميناء - ويقول النقاد إن هناك حذرًا من التغييرات التي قد تؤثر على قوته كقوة مسلحة مستقلة ونظام دعم لطائفته الشيعية. تدخلات خارجية فيما يسعى الجميع للتوصل لحل لأزمة لبنان ولإسراع تشكيل حكومة منصفة به، أكد المدير العام للأمن العام اللبناني، عباس إبراهيم، أن زيارته إلى واشنطن تحمل طابعا أمنيا،وأن العنوان الأساسي في محادثاته حول الشأن اللبناني معهم كان «الإسراع في تشكيل الحكومة».