وسط ارتعاد من الزلزال الاحتجاجي الذي انتظم مناطقه، يحاول "حزب الله" عبر مليشياته ضرب سلمية التظاهرات في لبنان، وفقاً لمحتجين، يرون أن هذا الحزب خميرة عكننة ولا يريد الاستقرار للبنان والمنطقة. وفي هذا الشأن، قال جيلبير ضومط من مجموعة "بيروت مدينتي" التي تشارك في الحراك، إن حديث أمين عام حزب الله حسن نصرالله للمتظاهرين "بأن الحكومة باقية ولا أحد قادراً على تغيير المعادلة"، تهديده لن يُغيّر المعادلة. وأضاف "نصر الله خائف لأن ناسه وأهل بيئته تخلّوا عنه. الفقر والوجع الاقتصادي واحد في كل المناطق". ويواصل اللبنانيون التظاهر والاحتجاج في مختلف المناطق تحت راية العلم اللبناني، رفضاً للأزمة الاقتصادية المُزرية التي يُعاني منها البلد منذ أكثر من 30 عاماً من دون أي أفق للمعالجة، مكررين شعار "ثورة" و"الشعب يريد إسقاط النظام"، إذ شلّت الاحتجاجات الطرق، لليوم السابع على التوالي، مع استمرار المصارف والمدارس الرسمية والخاصة بالإقفال، وموظفي الإدارة العامة. فيما وقعت احتكاكات واشتباكات بالأيدي بين الجيش والمتظاهرين أثناء فتح بعض الطرق، ما أدى إلى إصابة 7 أشخاص، أمس (الأربعاء)، في صيدا وجل الديب جنوبي لبنان، وفقاً ل"العين الإخبارية"، بينما بدا الجيش اللبناني عمليات واسعة لفتح الطرق في مدن مختلفة، في ظل رفض المحتجين، خاصة في مناطق نهر الكلب (كسروان). وأكد متظاهرون أنهم لن يبارحوا الشوارع مالم تتحقق مطالبهم المتمثلة في: إستقالة الحكومة، تشكيل حكومة إنقاذ من اختصاصيين ومستقلّين من أجل إدارة المرحلة المقبلة، إجراء انتخابات نيابية مُبكرة، وضع حداً للتدهور الاقتصادي والمالي ومحاربة الفساد قولاً وفعلاً، إلغاء الضرائب المفروضة على الفئات الفقيرة وذوي المداخيل المحدودة، إقرار مبدأ الضريبة التصاعدية، واستعادة الأموال المنهوبة، حسبما ذكره ل"العربية" جيلبير ضومط من مجموعة "بيروت مدينتي" التي تشارك في الحراك، مؤكداً عدم ثقة المتظاهرين في الطبقة السياسية الحاكمة. في السياق ذاته، وصف أدهم الحسنية من مجموعة "لِ حقي" الورقة الإنقاذية التي أقرّتها الحكومة ب"السيّئة" والمُضللة، فالإصلاحات التي تضمّنتها واهية وغير مبنية على رؤية اقتصادية"، مشدداً على أهمية حماية الجيش للمتظاهرين من حركة أمل وحزب الله في ساحات التظاهر. وبالتوازي، دعا النائب وزعيم حزب الكتائب سامي الجميل في تغريدة على "تويتر" جميع اللبنانيين من أصدقاء ومناصرين للتوجه نحو نقاط التجمع الأساسية للوقوف بوجه ما أسماه عمليات القمع. إلى ذلك، قال بطريرك الموارنة في لبنان بشارة بطرس الراعي أمس، إن الإجراءات الإصلاحية الرامية لتهدئة الاحتجاجات التي تعم البلاد "خطوة أولى إيجابية، لكنها تستلزم تعديل الفريق الوزاري لتنفيذها، وتجديد الطاقم الإداري من أصحاب الكفاءات والوطنية"، مؤكداً في كلمة بثتها قناة "LBC"، أنه يؤيد الاحتجاجات ويحث المتظاهرين على استمرار التحلي بالسلمية.