أعجبني ترشيح بلدي لمواطنها معالي المستشار بالديوان الملكي، وزير الاقتصاد والتخطيط السابق، الأستاذ محمد التويجري لمنصب مدير عام «منظمة التجارة العالمية». وسبب إعجابي بذلك أنه رأيي منذ سنوات، وقد كتبت عنه عدة مرات، فضلاً عما أبديته بشكل شخصي في حوارات ثنائية مع الزملاء على جميع الأصعدة البرلمانية والقضائية والحكومية. لأننا دولة عظيمة، ولدينا كوادر بشرية منافسة، وفي الوقت نفسه ندفع الكثير من الأموال لعضوياتنا المنتشرة عبر المنظمات العالمية المتنوعة. ومن الملاحظ أننا من أقل الدول ترشيحاً لتلك المناصب، وهذه من «الفرص الضائعة» علينا عبر عشرات السنين، في حين أن غيرنا لا يدفع إلا القليل لعضويات تلك المنظمات ثم تراه يزاحم بترشيحاته الكثيرة. وهكذا يجب أن نكون حتى في المنظمات «غير الحكومية»، بحيث ندعم مواطنينا للانضمام إليها، وخدمة وطننا والبشرية من خلالها. وكما قلت في مقال (القوة الناعمة) فإن هذه الترشيحات تعتبر منها، وحتى لو لم يوفق مرشحنا في نيل الهدف فيكفي مجرد ترشيحه والثقة به وحركته الانتخابية وآثارها الإيجابية لوطنه. وكما تحسن الكثير من إجراءاتنا كإعلاننا عن دعمنا للدول الأخرى عبر (منصة المساعدات)، فهكذا ينبغي لنا أن نستفيد من كل نقاط قوتنا وعدم التفريط بها. وذلك لمزيد من تحقيق المكاسب الوطنية التي طالما تورعنا وتواضعنا وآثرنا غيرنا، ولكن لم يتم تقديره، لأننا في عالم لا يعرف إلا القوة صلبها وناعمها.