بعد أن يئس محمد الهمزاني من تعلم السباحة طوال الأعوام الماضية، حيث باءت جميع محاولاته السابقة بالفشل، قرر أن يخوض التجربة مجدداً عندما أتيحت له الفرصة لزيارة البحر الميت مع وفد إعلامي خليجي، حيث لم يشأ أن يفوت الفرصة التي قد لا تتكرر مرة أخرى، في بحر يتمتع بخصائص تميزه عن كافة بحور العالم الأخرى، أهمها ارتفاع كثافة مياهه بدرجة كبيرة مما يسهل طفو الأجسام المختلفة عليها. وكانت المفاجأة السارة بالنسبة للزميل محمد، عندما تمكن من السباحة في مياه البحر الميت دون أدنى جهد يذكر. ويصف التجربة بالقول عندما تستلقي على ظهرك في مياه البحر الميت ستشعر حتما أنك فوق أكبر سرير مائي في العالم، في تجربة سياحية فريدة من نوعها، تنفرد بها مملكة الأردن عن باقي الوجهات السياحية. ويختصر اختصاصي الأمراض الجلدية الدكتور زهير بشارات فوائد منطقة البحر الميت، الذي يعتبر أخفض منطقة على سطح الأرض، بتوفر كميات كبيرة من الأكسجين وأشعة الشمس ومياه البحر المليئة بالمعادن التي تعالج الكثير من أنواع الصدفيات وآلام المفاصل. والمفارقة العجيبة في الأمر، كانت سعي الحكومة الأردنية ممثلة في وزارة وهيئة التنشيط السياحي إلى تحويل نقاط الضعف في تلك المنطقة إلى نقاط قوة، فرغم شح المياه في الأردن بشكل عام إلا أن الجولة السياحية التي رافقنا فيها الدليل السياحي علي أبو دية، اعتمدت بشكل كبير على زيارة أبرز المعالم السياحية التي تتعلق بالمياه كالبحر الميت ومنتجع البحيرة وشلالات معين. وعلى العكس من المتوقع عاشت الأردن أسوأ المواسم السياحية في عام 2011 بسبب الثورات العربية، رغم تخلي وجهات سياحية رئيسية عن موقعها على خارطة السياحة في ذلك العام نظراً للظروف السياسية التي مرت بمصر وتونس وسورية. وأكد مدير عام هيئة تنشيط السياحة الأردنية الدكتور عبدالرزاق عربيات، خلال استقباله للوفد الإعلامي الخليجي الذي زار الأردن بتنظيم من المركز العربي للإعلام السياحي، أن الأردن باتت الخيار الأمثل للعائلة الخليجية، وكذلك السياحة العلاجية لدول المنطقة. ويقول الدكتور عربيات إن البحر الميت في الأردن يعتبر ميزة تنافسية لا يوجد لها مثيل في العالم أجمع، حيث يزوره السياح من مختلف دول الخليج العربي ودول أوروبا وأفريقيا، وكذلك السياح من أميركا وآسيا، بالإضافة إلى زيارة خليج العقبة والبترا وجرش وقلعة عجلون والكثير من المواقع السياحية في الأردن. ووفقا لمعلومات حصلت عليها "الوطن" فإن السياح السعوديين يحتلون المرتبة الأولى في الأردن، إذ بلغ عددهم في العام الماضي 337 ألف سائح، في الوقت الذي حقق العام الجاري ارتفاعاً في أعدادهم وصل إلى 365 ألف سائح بالرغم من أن العام لم ينته بعد. ويؤكد أمين عام المركز العربي للإعلام السياحي حسين المناعي أنه على الحكومات العربية الاهتمام بشكل أكبر بالجوانب السياحية ورفع الوعي لدى المواطنين لاتخاذ القرار بشكل سليم قبل السفر لأي وجهة سياحية، مشيرا إلى أن وفود المركز من الإعلاميين تسعى إلى اكتشاف المزيد من الفرص السياحية، كما تسعى كذلك إلى نقل أبرز الملاحظات من السياح إلى المسؤولين لاتخاذ التصرف المناسب حيالها دعماً للسياحة.