فيما بدأت لجنة ثلاثية من أرامكو والجمارك والداخلية العمل على تقصي أسباب أزمة شح الديزل الذي تتعرض له السوق كل عام في موسمي الصيف والحج، رجح موزعون أن تعود حركة سوق الديزل في المملكة إلى طبيعتها خلال أيام، بعد أن تم البدء بتوفير كميات من الديزل بأسعار مرتفعة نسبياً تبدأ بعد ذلك بالانخفاض حتى تصل للسعر المتعارف عليه، مبينين أن أزمة الشح ستنتهي تدريجياً كما درجت عليها العادة كل عام. أمام ذلك، تبرأت شركة أرامكو السعودية من أزمة نقص الديزل في محطات الوقود بمدينة الرياض والمحافظات المجاورة لها، والتي دامت أكثر من أسبوع في ظل اتهامات متبادلة بين الموزعين وأرامكو بالتسبب في شح الديزل، فيما أثار مزارعون معاناتهم عبر "الوطن" بأن نقصان الديزل تسبب في نشاط السوق السوداء لبيع الديزل بسعر باهظ، إذا وجد متذمرون من الوضع الذي أبقاهم مكتوفي الأيدي في ظل فساد منتجاتهم وتعطل النقل والتوزيع. وكشفت مصادر ل"الوطن" في شركة أرامكو السعودية أن نقص كميات الديزل وحتى البنزين عادة ما تطرح أزمتها في فصل الصيف وموسم الحج، مرجعة السبب في ذلك إلى شدة الطلب المحلي على المادة في الصيف وفي أوقات الحج، وأن موقف الشركة في مثل هذه الأزمات يبرز من خلال البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة البترول والاتفاقات التي تبرمها مع محطات الوقود وتجار توزيع المحروقات. وأكدت المصادر أن "أرامكو" تواجه إشكالية كل عام تتمثل في تهريب الديزل وبيعه في الدول المجاورة بسعر أغلى خصوصا وأنه يباع داخل المملكة في السوق المحلية بسعر رخيص، فيما نفت المصادر أن تكون إمدادات الشركة شحيحة وأنها ملتزمة مع التجار بكميات مقدرة حسب ما هو معد لهم مسبقا من خطط. وأوضحت المصادر أن الشركة عقدت لجنة لبحث هذه القضية قبل أشهر مكونة من الجمارك السعودية ووزارة الداخلية وأرامكو، للنظر في عمليات التهريب بطرقها المختلفة وإيقافها خصوصا وأنها تتسبب في إحداث فوضى نقص الكميات لدى محطات الوقود والمحروقات وتشل حركة الموزعين والنقليات. مقابل ذلك، ذكر أحد الموزعين المعتمدين لسلعة الديزل، فضل عدم ذكر إسمه، أن أزمة شح الديزل ستبدأ بالتلاشي الأسبوع المقبل، مبيناً أن الموزعين اعتادوا منذ سنوات على أزمة الشح في الديزل في مثل هذه الأوقات، الأمر الذي جعلهم يتعاملون معها بتوفير كميات لكن بسعر أعلى ينخفض تدريجياً حتى تصل الأسعار إلى مستوياتها الطبيعية. من جهته، أبدى أحد المزارعين بالرياض استياءه من نقص كميات الديزل، وأكد أنه يبحث عن الديزل أكثر من 7 أيام ولم يجده حتى بما أسماها "بالسوق السوداء"، مشيرا إلى أن أحد المزارع المجاورة له حصلت على الوقود بشق الأنفس من بعض الموزعين بسعر بلغ 50 هللة للتر الواحد، علما بأنه في السابق كان يباع بنحو 25 هللة، مضيفا أن هذه الأزمة ألقت بظلالها على الزراعة مما أدى إلى التوقف عن الإنتاج وفساد منتجاتهم من الخضروات والمشاريع التابعة لها خصوصا وأن مكائن التشغيل الخاصة بالمزروعات والأعلاف قائمة بشكل كامل على توافر الديزل. وفي الوقت الذي أوضح فيه أحد العاملين بإحدى المزارع الواقعة بمحافظة الخرج أنه بعد توصية من أحد معارفه عثر على كمية تكفي لمزرعته واشترى منه 2000 لتر بقيمة 590 ريالا.