أدى نقص وقود الديزل في منطقة حائل إلى إيجاد سوق سوداء رفعت سعر بيعه من 22 هللة للتر الواحد إلى 30 هللة، بحسب عدد من المزارعين في المنطقة توقعوا أن ينعكس هذا الأمر سلباً على الأهالي عبر ارتفاع أسعار بعض المحاصيل الزراعية والمواشي نتيجة زيادة كلفة تشغيل ماكينات ري الأراضي. وعزا أحد موزعي الديزل في المنطقة (فضل عدم ذكر اسمه)، ارتفاع الأسعار، إلى نقص الكمية التي ترد إلى المنطقة، نتيجة تخفيض محطة توزيع شركة «أرامكو» في منطقة القصيم الكميات المخصصة للموزعين والناقلين للوقود في حائل. واكتفى عدد قليل من الموزعين ببيع الديزل للمزارعين مع رفع سعر اللتر إلى 30 هللة واشتراطهم ألا تقل كمية تعبئة الديزل عن خمسة آلاف لتر دفعة واحدة. وأكّد المزارع سند الرمالي ل«الحياة» أن أزمة الوقود تهدد المحاصيل الزراعية، خصوصاً التمور والبرسيم؛ لأن المزارع تعتمد في شكل أكبر على الديزل لتشغيل آلات وماكينات الري في هذا الوقت من العام الذي تشتد فيه الحرارة، مشيراً إلى أن استمرار الأزمة وعدم تدخل المسؤولين سيكبدان المزارعين خسائر مالية طائلة قد يدفع ثمنها بقية المواطنين نتيجة ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية في الأسواق لنقص المعروض وهلاك بعض المحاصيل. وأبدى المزارع حمود الشمري من محافظة الشنان (80 كيلومتراً شرق مدينة حائل)، انزعاجه الشديد من «استغلال» بعض الموزعين أزمة نقص الديزل في حائل، وبيعه بأسعار مرتفعة، لافتاً إلى أن سعر لتر الديزل وصل في السوق السوداء إلى أكثر من 30 هللة بعد أن كان لا يتجاوز 22 هللة، وبات سعر الشاحنة التي تتسع ل20 ألف لتر 5500 ريال في السوق السوداء، بدلاً من 4600 ريال في الأحوال العادية. وتوقع أن تنعكس أزمة الديزل في شكل سلبي على أسعار الخضار من خلال ارتفاعها بصورة ملحوظة، إضافة إلى زيادة أسعار المواشي نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف؛ وبالتالي ارتفاع أسعار المواشي في شكل كبير. وذكر مطلق الشمري الذي يمتلك مجموعة من المشاريع الزراعية في مدينة حائل أن الأزمة دفعته إلى التقدم بشكوى إلى إمارة المنطقة يطالبها فيها بالتدخل لوضع حد لمعاناة المزارعين، وقال: «أزمة نقص الديزل باتت تهدد المحاصيل الزراعية في حائل بالهلاك؛ فعدم توافر كميات الديزل الكافية لماكينات الري منذ أكثر من سبعة أيام في المنطقة سبب نقصاً في إمداد مزارع حائل كافةً بالمياه؛ مما جعلها مهددة بالتلف والهلاك في أي وقت»، لافتاً إلى أن تبريرات المسؤولين عن التوزيع بأن أسباب نقص الديزل تعود إلى ارتفاع الطلب على المعروض غير مقبولة. من جهته، أكد مصدر مطلع في إمارة المنطقة ل«الحياة»، أن أمير حائل الأمير سعود بن عبدالمحسن، وجه ببحث شكوى بعض المزارعين من عدم توافر وقود الديزل في الآونة الأخيرة، لافتاً إلى أن فرع وزارة التجارة والصناعة في المنطقة أفاد بأن السبب في ذلك يعود إلى الطلب الكبير عليه من المزارعين، وأن جميع المنتجات النفطية متوافرة في محطة التوزيع في منطقة القصيم التي تمد منطقة حائل بالكميات المتوافرة لديها، إلا أن هناك خللاً في سحب الكميات المخصصة للمتعهدين. وأضاف أن أمير منطقة حائل وجه بإلزام المتعهدين العمل على سرعة تأمين حاجات حائل من الوقود.