تشهد أسواق الكاسيت حالة عامة من الركود، ويتزامن ضعف إقبال المشترين مع ضعف إقبال المنتجين أيضاً، مما رسخ تلك الحالة من غياب العرض والطلب في آن واحد. وقد زادت الأوضاع التي تشهدها المنطقة العربية من أزمة سوق الكاسيت التي كانت متفاقمة في الأساس بسبب عدد من المواقع الإلكترونية التي تقدم إنتاج الكاسيت لزوارها دون أي مقابل. ويؤكد الفنان السعودي أحمد المحضار في حديثه ل"الوطن" على تراجع مبيعات الأغاني المسجلة على الكاسيت، وعزوف الفنانين عن طرح ألبوماتهم، لعدم تصريفها ولعزوف الناس عن شرائها، بسبب وجود مواقع إلكترونية تسهل للمستمعين تنزيلها وتريحهم من عملية الشراء، وأن اعتماد الفنان الآن منصب على الحفلات الغنائية، سواء كانت حفلات رسمية أو حفلات خاصة، وأصبح طرح الأغاني منفردة أسهل بكثير وأصبحت عملية مريحة بمعدل أغنية كل شهر. وفي أحد محلات التسجيل في مدينة الدمام والذي كان فيما مضى مزدحما دائماً، وبالأخص في أيام الإجازات والأعياد الرسمية، لم يكن هناك أحد، وكان المحل خالياً تماما إلا من البائع "أحمد" الذي تحدث عن الأسباب التي جعلت محلات التسجيلات تخلو تماماً من الناس وقال: إن مبيعات الكاسيت في تراجع مستمر حتى إنها انعدمت في الفترة الأخيرة، ونحن في توجه قريب جداً لترك هذه المهنة وإقفال محلاتها بشكل تام. وتابع: الناس ذهبت للأسهل، والفنانون أيضاً بدؤوا في الانصراف عن إنتاج الكاسيت لعدم إمكانية تصريف المحلات للأسطوانات الغنائية. وأضاف أن "الفنانيين أصبحوا لا يتعاونون مع الشركات لإنتاج وتوزيع الألبومات لضعف المردود المادي، فالأعمال الغنائية التي تطرح في الفترة الأخيرة صارت غير جاذبة للجمهور، بسبب الأوضاع التي تمر بها المنطقة العربية، والصعوبات الحياتية التي تواجه شعوبها، خاصة إذا علمنا أن غالبية جمهور المغنين تكون من الفئات العمرية الأقل سناً، كما أن الأجواء غير مناسبة لتقديم أي أعمال جديدة، حيث نرى أن المطربين يحاولون إرجاع سبب تأخر أعمالهم إلى تعاطفهم مع الشعوب". ويرى أمجد كرم "صاحب مؤسسة إنتاج" أن الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة العربية أثرت بشكل أو بآخر على مستوى المبيعات في سوق الفن. وأضاف: يعلم الجميع التوجهات الحالية للجمهور الذي انشغل كثيراً بمتابعة ما يجري في المشهد العربي عن اهتماماته السابقة ومن ضمنها الأعمال الغنائية، ومنذ قرابة السنة ونصف السنة ونحن على هذه الحال، حيث صار طرح عمل غنائي جديد أشبه بكابوس للجميع من فنانين إلى شركات إنتاج وتوزيع، لأن السوق ليس مستعداً بعد لكل ذلك، وللمعلومية فإن غالبية الأنشطة تعرضت لذلك الكساد بشكل أو بآخر، وكان الحل عبر طرح بعض الأغاني المنفردة أو إقامة حفلات غنائية مختارة بعناية لتعويض الخسائر قدر الإمكان، وكل ما علينا فعله الأن هو انتظار نهاية الأحداث وتقرير ما يستجد بعدها.