باتت كثير من المنتجات التقليدية في وضع الخطر، مع اختلاف تعاطي جمهور المستهلكين مع وسائل الإعلام الجديد، فمواقع التحميل المجاني والمشاهدة، جعلت كثيرين يستغنون عن اقتناء الأشرطة والسي دي من المحلات التجارية، بل ونقل هؤلاء المستهلكون ما يرغبون في متابعته على رقائق إلكترونية سهلة يمكن تشغيلها في أي سيارة. «الشرق» قامت بجولة على محلات الكاسيت والسي دي بأنواعها، وخرجت بهذا التحقيق. يؤكد سعيد تركي صاحب تسجيلات شمس الفنية بالدمام أن مبيعات سوق الكاسيت والسي دي انخفضت بنسبة 80%، والسبب يعود بشكل كبير إلى مواقع الإنترنت، لأن أكثر الناس تقوم بتنزيل الأغاني، خاصة مع انتشار الأجهزة الحديثة. ويتوقع سعيد أن تندثر تجارة بيع السيديهات والكاسيت في غضون خمس سنوات، خاصة بعد انتشار السيارات الحديثة التي تحمل «هارديسكات» خاصة، مؤكداً إغلاق عدد من المحلات لعدم جدواها الاقتصادية. ويتساءل: حينما تمنع وزارة الإعلام بيع السيديهات غير الأصلية، وعمل المنوعات الخاصة، لماذا لا يتم التشديد على أصحاب المواقع لانتهاكهم الملكية الفكرية، ويضيف أن من أهم الأسباب قيام الفنانين بتنزيل أغان منفردة، ومن ثم يتم تسريبها عبر الإنترنت قبل نزولها للأسواق، حيث إن كثيرين يأتون إلى المحل للسؤال عن جديد الفنانين، ومن ثم ينصرف لتنزيلها عبر الإنترنت. وعن الحلول، يجد سعيد أن أنسبها هو بيع بعض الإكسسوارات، مثل حقيبة السيديهات، وأجهزة التخزين، في محاولة تقليل بعض الخسائر، حيث إن سعر السي دي العربي 15 ريالاً، بينما قد يصل الأجنبي إلى 85 ريالاً، وهو المرغوب أكثر لدى الشباب، أما قيمة شريط الكاسيت فتبلغ 17 ريالاً للأجنبي، و15 للعربي. أما في محال بيع أشرطة المحاضرات والأناشيد، فيشير سيد علي السيد، وهو مدير تسجيلات ابن الجوزي الإسلامية، أن سعر الكاسيت للمحاضرات ثلاثة ريالات، والأناشيد بين سبعة وتسعة ريالات، ومع هذا فالإقبال ضعيف جداً، ولا يذكر، ونسبة المبيعات انخفضت أكثر من 80%، في ظل وجود الإنترنت، ووجود مواقع شخصية لأغلب المشايخ، يقومون بإنزال كل جديد لهم. وأوضح أن ستة محلات تسجيلات إسلامية أغلقت في الدمام، ولا يوجد الآن سوى ثلاثة محلات تسجيلات تقاوم الوضع الصعب. ولمحاولة تقليل الخسائر، أشار إلى أنه بدأ ببيع بعض أنواع العسل وماء زمزم والمطويات وبعض الألعاب التفكيرية، بالإضافة إلى عمل سيديهات خاصة للأفراح. ويقول متابعون إن تزايد أعداد الإذاعات الخاصة، وتنوع طرحها ما بين المنوعات والبرامج الخفيفة، شكلت هوية ثقافية مختلفة لدى عموم الشباب في متابعاتهم وطرحهم الفكري، ما يعني إعادة النظر أكثر في المحتوى المطروح والوسيلة الإعلامية الجاذبة لهم. أضواء خافتة وعناصر جذب في محلات الأغاني