ضربت اختبارات منتصف العام الدراسي سوق الكاسيت في مقتل، وأطلقت رصاصة الرحمة على ما تبقى فيه من حياة، حيث تمر أسواق مكة والرياض بفترة كساد سنوية بداية من دخول موسم الحج وانشغال الكثير بالموسم وبعدها العودة للدراسة والاستعداد لاختبارات منتصف الفصل الدراسي، و(زاد الطين بلة) عدم طرح الفنانين الكبار لألبومات في هذه الفترة، خاصة أن أكثر المستمعين من فئة الشباب الذين يمثلون المراحل الدراسية المختلفة، وهو ما يدفع شركات الإنتاج لإرجاء طرح ألبوماتهم الغنائية واختيار الوقت المناسب لتحقيق أعلى مبيعات. وينتظر أصحاب المحال إجازة الربيع أكثر من الطلاب أنفسهم، حتى يتسنى لهم حركة قليلة. “شمس” زارت عددا من المحال التي أبدى العاملون فيها استياءهم من ضعف المردود المادي هذه الأيام؛ حيث أكد إبراهيم حسين أن أيام الاختبارات يتراوح بيع الكاسيتات بين 20و30 كاسيت في 12 ساعة عمل، بينما يتضاعف العدد مرتين في الأيام العادية وأيام المواسم، معتبرا أن الصيفية والأعياد هي أفضل الأوقات في المبيعات، وعند سؤاله عن بيع النسخ الأصلية قال: “كثير من الناس وخاصة الشباب لا يفضلون شراء النسخ الأصلية لأن بتسعيرة 15 ريالا يستطيع أن يشتري ثلاثة ألبومات مسجلة”، موضحا في الوقت نفسه أن المبيعات في اختبارات آخر العام أفضل من مبيعات نصف السنة، وبرر ذلك قائلا: “أكثر ما يحرك سوقنا في نهاية العام هم الطلاب، نظرا إلى الإقبال على أغانٍ خاصة بحفلات التخرج، وفي أحيان نذكر أسماء طلاب فصل كامل في أغنية واحدة”. قايد يحيى طلب منا مساعدته في البحث عن وظيفة وعند سؤاله عن السبب قال: “نحن ندفع الإيجار من جيوبنا، ولا توجد هناك أرباح، نحن أكثر زبائننا من الطلاب، وفي مثل هذه الأيام لا ننتظر مردودا ماديا، لا من الطلاب ولا من المدرسين وهم يمثلون شريحة كبيرة في المجتمع، وليس لنا إلا الصبر”، وعند سؤاله عن أضعف المواسم بيعا للكاسيت قال: “في المواسم الدينية مثل الحج ورمضان يحدث عزوف كلي عن البيع، وأيضا في أيام الاختبارات، وفي أواخر الصيفية عندما يكون الناس أكثرهم مسافرين”. تدخّل صديقه في المحل المجاور الذي بدا مرحا وقال ضاحكا: “طلبت منه أن نضع عروضا خاصة للطلاب بحيث نعلق لوحة نبين فيها أن الطالب الذي يحصل على تقدير ممتاز نمنحه ألبومات مجانية مع كل ألبوم يشتريه، ف(نضرب عصفورين بحجر)”. أثناء الحديث دخل شاب يسأل البائع: “عندك جلسة للفنان سعد جمعة؟! ثم قلّب الكاسيت، وسأل عن بعض الأغاني وخرج دون أن يشتريه”، فعلق البائع: “زبائننا هذه الأيام تقريبا من نفس نوعية الأخ المتردد”. وعندما هممنا بالخروج كان يشير لنا بيده من بعيد ويقول ضاحكا: “اكتبوا أن الإنترنت سيجعلنا نغلق المحال ونبيع على الأرصفة، ونصبح باعة شنطة متجولين”.