“مثل أسواق البورصة خاضعة للطلب والعرض” تارة ترتفع أسهم فنان وأخرى تنخفض هذا هو حال أسواق الكاسيت التي تعيش فترة ركود كبيرة بحلول الصيف، وتأتي هذا العام بمواكبة توقف الحفلات والنشاط الفني في مهرجان جدة ومهرجان أبها هذا العام، وعلى الرغم من طرح غالبية الفنانين السعوديين ألبوماتهم هذا العام، إلا أن بعض المصادر تؤكد وجود تراجع مخيف في مبيعات الألبومات لفنانين كبار، وربما الكعكة كانت من نصيب فنان واحد أو اثنين فقط، لا أكثر.. “شمس” زارت عددا من (استريوهات) بيع الكاسيت في العاصمة واستمعت إلى آراء البائعين حول حركة السوق، وتركتهم يتحدثون وينقلون الصورة كاملة عما يجري صيفا في سوق الأغنية.. أشرطة الطقاقات الأكثر طلبا في البداية تحدث هزاع محمد علي (بائع في محل كاسيت)، وقال: “هنالك فنانون ننتظر نزول ألبوماتهم حتى تتحرك المبيعات لدينا في المحل، إلا أننا نفاجأ بركود غريب، وننصدم بعدم سؤال الجمهور عنهم”، وأضاف: “فترة الصيف أكثر ما (يمشي) لدينا هي أشرطة (الطقاقات)؛ نظرا إلى ازدياد حفلات الأفراح، وعادة ما تلجأ المحال إلى بيع الزفات؛ حتى تتغلب على فترة الركود”. وعن الفنانين الذين يجدون إقبالا كبيرا على ألبوماتهم من الجمهور قال: “عندما ينزل ألبوم راشد الماجد تجد الناس يقبلون عليه بمختلف أعمارهم، وشعبية راشد لا يوجد عليها اختلاف”. علي بن محمد حرَّك السوق وفي السياق نفسه تحدث الشاب هشام بن يحيى (بائع كاسيت) عن مبيعات الألبومات الغنائية قائلا: “لنا فترة نعاني ركودا، وتحسن السوق بعد نزول جلسة الفنان علي بن محمد، وأعتبر توقيت الطرح خطوة ذكية منه، خاصة أن الفترة الماضية جميع الفنانين نزلت ألبوماتهم (مكبلهة)، والوحيد الذي طرح جلسة هو علي بن محمد”. وأضاف هشام: “قبل أشهر كان الجمهور مشتاقا لألبوم أحلام التي غابت عن إصدار جديدها لفترة قاربت الثلاث سنوات، وبعنا كمية جيدة منه، ولم يحقق ألبوم محمد عبده المأمول منه، خصوصا من بعد أغنية الأماكن، التي كسرت السوق حينها”. لا ركود مع رشود وأثناء الجولة انتقلنا إلى حي آخر؛ لجسّ النبض وأخذ مزيد من الانطباع عن حركة البيع، وبمجرد دخولنا أحد المحال بدت ملامح الارتباك تظهر على محيا البائع، إلا أننا حاولنا امتصاص توتره ومداعبته بسؤاله عن ألبوم الفنان فيصل علوي، وآخر أخبار الفنان اليمني فؤاد الكبسي.. وبمجرد حديثه بادرناه باستفسار عن حركة الألبومات فقال: “راشد الماجد هو الأول من دون منازع، وبعض الناس يأتون يسألون عن أغنية (ويلاه) فنعطيهم الألبوم”، وأضاف: “هذه الأيام هنالك إقبال على جلسة علي بن محمد، والبعض يسألنا عن زفات لبعض الفنانين، ولا أخفي عليكم أننا نمر بحالة استنفار في الصيف لبيع زفات الأفراح أكثر من أي شيء آخر”.